الجمعة، 8 مارس 2013

حول القراءة ونظرية التلقي


محاور العرض :

تقديم

I   ـ  التعريف اللغوي والاصطلاحي للقراءة
 1 ـ  التعريف اللغوي  
 2 ـ  التعريف الاصطلاحي  
II  ـ  نظرية القراءة وجمالية التلقي
  1 ـ   تأثر النظرية بالفلسفة الظاهراتية

  2 ـ  تأثر النظرية بالهرمينوطيقا ( التأويلية )
IIIـ مرتكزات نظرية التلقي
  1 ـ القارئ
  2 ـ بناء المعنى
  3 ـ أفق الانتظار  
IV  ـ القراءة بين " ياوس " و" إيزر"
  1ـ  القراءة وسيرورة التأويل عند ياوس
  2ـ  فعل القراءة وبناء المعنى عند إيزر

 خاتمـــــة


تقديم :
شغل مصطلح " القراءة " حيزا كبيرا في الدراسات النقدية المعاصرة ، وتناوله الدارسون من زوايا مختلفة ، بحسب التوجهات والمرجعيات الأدبية ، مما أدى إلى اختلاف الرؤى حول تحديد مفهوم " القراءة " كما أضفى على الموضوع صبغة إشكالية تزداد اتساعا كلما تعمقنا أكثر في تفاصيله . فما القراءة ؟ وكيف برزت باعتبارها مفهوما ضمن ما يسمى بنظرية التلقي ؟ وماهي أهم العوامل التي ساعدت في بلورة هذه النظرية ؟ وماهي أهم المرتكزات التي قامت عليها نظرية التلقي ؟ وكيف ساهم روادها في تحديد مفهوم للقراءة ؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه من خلال مقاربتنا لهذا الموضوع .
 Iـ التعريف اللغوي والاصطلاحي :
1 ـ التعريف اللغوي :
  جاء في لسان العرب " قرأ الكتاب ، يقرأُه ، ويقرُؤُه ، قرأً ، وقراءة ، وقرآنا ، تلاه.
وقرأ عليه السلام ، أبلغه إياه ، وقرأ الشيء قرْءاً وقرآناً ، جمعه وضم بعضه إلى بعض ، وأقرأه إقراءً ، جعله يقرأ .
واقترأ الكتاب اقتراءً تلاه ، واستقرأهُ استقراءً طلب أن يُقرأ ، واستقرأ الأمور تتبع أقراءها لمعرفة أحوالها وخواصها ، والقارئ ، اسم فاعل ، والجمع قرأَةٌ وقراءٌ ، وقارئون ، والقراءة مصدر ، وعند القراء : أن يقرأ القرآن تلاوة أي متتابعا أو أداءً ، أي أخذا عن المشايخ ،والجمع قراءات ."[i]
2 ـ التعريف الاصطلاحي :
ورد في معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة ما يلي : " القراءة lecture  ، و(القراءة ) هي فك كود الخبر المكتوب ، وتأويل نص أدبي ما "[ii]  .
وورد في معجم ديداكتيك اللغات ما يلي : " تعني القراءة هنا ( في السيميائيات الأدبية ) تشغيل مجموعة من عمليات التحليل ، وتطبيقها على نص مُعطى ، وتقدم هذه القراءة نفسها كإنتاج مقابل للوصف أو الشرح الكلاسيكي للنص الادبي ، إنها قراءة لاشتغال النص ، أي للعمليات التي تؤسسه كنص من النصوص ..." [iii]
يقول الدكتور محمد حمود : " فالقراءة في استعمالها العادي ، خطية من جهة اهتمامها بفك ألغاز الصيغة الخطية للمكتوب ، وعمودية من جهة اختراقها لأفقية المنطق الخطي ، نحو منطق عمودي يقصد فيه إلى إدراك الدلالات المنطوية والمتوارية في ثنايا المكتوب "[iv].
IIـ نظرية القراءة وجمالية التلقي :
ظهرت نظرية التلقي أواسط الستينات ، على يد النقاد الألمان ، ضمن ما عرف بمدرسة " كانستانس " (1966 ) ، ومن أبرز رواد هذه النظرية ، هانس روبرت ياوس ، وفولفغانغ إيزر .
وجاءت هذه النظرية لتثور على المناهج السابقة ، ونقصد بها المناهج السياقية ( خارج نصية ) التي اتخذت من السياقات التاريخية والنفسية والاجتماعية ركائز لها لولوج النص وفك رموزه ، كما ثارت أيضا على المناهج البنيوية التي ترى النص مجموعة من العلامات اللغوية التي تغنينا عن النظر إلى السياقات التي جاء في إطارها ، وذلك عبر التفكيك وإعادة التركيب .
ومن أهم المبادئ التي جاءت بها نظرية التلقي أنها أعادت الاهتمام بالقارئ واعتبرته محورا أساسيا في العملية الأدبية ، لكونه المعني الأول بالخطاب الأدبي ولكونه الطرف المباشر في التفاعل مع النص وصياغة معناه .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه النظرية لم تنشأ بمعزل عن المناهج والحقول المعرفية التي سبقتها، ولكنها استفادت بشكل كبير من الشكلانية الروسية ، وكذلك بنيوية براغ ، وغيرها ، وكان أهم ما ارتكزت عليه هذه النظرية استثمارها لفلسفتين عرفتا في ألمانيا خاصة وهما : الظاهراتية ، والهرمينوطيقا .
1 ـ  تأثر النظرية بالفلسفة الظاهراتية :
تتصل " نظرية جمالية التلقي "  بالظاهراتية اتصالا وثيقا ، حيث إن أغلب المفاهيم التي جاءت بها هذه الفلسفة الذاتية عن طريق أعلامها " هوسرل " و" انغاردن " ، قد تحولت إلى أسس نظرية ومفاهيم إجرائية في كثير من الحقول المعرفية ، فما هي الظاهراتية ؟
" تعتبر الظاهراتية إحدى الأفكار الأساسية في فلسفة القرن العشرين . وما يجمع بين المفكرين الداعين لها هو لجوؤهم  إلى المسعى الفكري نفسه أكثر مما تجمعهم وحدة المعتقد . والواقع أن الظاهراتيين يرمون إلى معالجة المشكلات الفلسفية من خلال وصف كبريات أنواع التجارب الإنسانية .والفكرة الاساس التي تقوم عليها الظاهراتية هي أن لكل تجربة من تجاربنا شكلا خاصا تقتضيه طبيعة الشيء الذي هي بصدد تناوله ، بحيث يكون في وسعي وأنا أحلل بنية تجربة معينة الوصول إلى خطاب قابل لأن يجيب عن التساؤلات المطروحة حول الشيء المذكور ..." [v]
لقد نشأت الفلسفة الظاهراتية كردة فعل معاكسة لفلسفة ديكات التي تنطلق من الذات في التفكير الفلسفي ، في حين أتخذت من التأمل في الأشياء والموجودات منطلقا لها ، في صياغة أفكارها الفلسفية ، فما لبثت أن تلقفها أصحاب الفلسفة الوجودية وعلى رأسهم " سارتر " . يقول أنطوان خوري : " وعندما تلقف الفلاسفة الوجوديون المنهج الفونومونولوجي ، لم يشاءوا تطبيقه دون بعض التعديل ، ولا غرابة في ذلك لأن المنهج يقتفي الموضوع . وهؤلاء الفلاسفة ما سموا وجوديين إلا لأنهم جعلوا من الوجود (الإنساني) موضوع تأملاتهم الإنسانية .."[vi]
من هنا يتضح لنا ، أن فنومنولوجية " انغاردن " جعلت من المتلقي ركنا أساسيا في إدراك العمل الأدبي ، وأعطت لهذا الإدراك أساسا موضوعيا ، وماديا ، فالقارئ يملأ فراغات النص الموجودة فيه ، لأن إدراك الظاهرة الأدبية ، لا تتحقق عيانا إلا بوجوده.[vii]
 يقول " هولاب " (وقد ركز " إنغاردن" على العلاقة القائمة بين النص والقارئ . وأكد على دور المتلقي في تحديد المعنى ، كما أنه له دور في العمل الأدبي وذلك حين يعمل خياله في ملء الفجوات و الفراغات في النص التي يكتمل بها  العمل الأدبي) [viii].   
2 ـ   تأثر النظرية بالهرمينوطيقا ( التأويلية ) :
" كلمة hermeneutics  (هرمينوطيقا ) هي التعبير الأنكليزي للكلمة اليونانية الكلاسيكية hermeneus  ( هرمس ) ، وتعني المفسر أو الشارح ، وفي موضوع من كتابات الفيلسوف أفلاطون وصف الشعراء بأنهم " مفسري الله " ...تتعلق الهرمنوطيقا إذا بـ" التفسير " وحتى بـ " الترجمة " خاصة في ما له علاقة بتفسير النصوص المقدسة ، التي يعتبرها المؤمنون ، وحيا إلهيا أو " كلمة الله " ... ليست القراءة مجرد البحث عن المعاني ، في النصوص ، بل هي أيضا أنحاء التأثير الذي تتركه النصوص فينا ، إذ يمكنها أن تغضبنا أو تخيفنا ، أو تعزِّينا ، فتأثير الكتابة فينا يتجاوز مجرد فهمنا لها .وهذا ما نسميه أحيانا نموذج " الأدب ـ كفعالية " الذي لا يعتبر النصوص مجرد تعابير لغوية ، بل هي أيضا أداء وفعالية . قدرة النصوص على جعلنا نقوم بأشياء ، هي نفس القدرة التي تجعلنا نفهم المعنى الكامن فيها . وسيتضح ـ كما آمل ـ بأن الهرمنوطيقا لم تكن أبدا سكونية ، إذ أن الكيفية التي نقرأ بها النصوص ونفهمها ، هي متغيرة باستمرار تماما كما يتغير فهمنا لأنفسنا ."[ix]
لقد عضد رواد جمالية التلقي ـ ياوس بخاصة ـ افتراضاتهم في شرعية اسهام الذات المتلقية في بناء المعنى من خلال آراء الفيلسوف " هانس جورج غادامير " في مفهوم التأويل . وقد ارتبط أصل التأويل عنده مع الاهتمام باكتشاف المعنى الصحيح للنصوص ( خاصة النصوص المقدسة ) حيث كان يرى بأن "  التأويلية تطالب بتقنيات خاصة ، عن المعنى الأصلي في كلا التقليدين : الأدب الإنساني والتوراة " ، مما يعني أن " غدامير " يركز على الذات ( القارئ ) كقوة فاعلة في عملية الفهم والتأويل ، ويحاول أن يجعل من هذه العملية ، عملية موضوعية بحتة ، وهذا ما يتضح أيضا في فهمه للتاريخ ( الماضي ) ، فهو يخضع تأثيرات الماضي لفهم الذات .[x]
IIIـ أهم المرتكزات في نظرية التلقي :
لقد ارتكزت نظرية التلقي على ثلاث محاور تدور حولها ، وتشكل دعامتها الأساسية ، وهي : القارئ ـ بناء المعنى ـ أفق التوقعات .
1 ـ القارئ : لقد سبق وأشرنا في بداية هذا العرض إلى الدور الكبير الذي أولته نظرية التلقي للقارئ ، حيث جعلته المحور الذي تدور حوله العملية الأدبية في تلقي النصوص ، وإنتاج المعنى .
2 ـ بناء المعنى : لتحديد المعنى عند أصحاب هذه النظرية ، لابد من التعريج على مفهوم " الفجوات " أو " البياضات " داخل النص ، وكيف يسهم القارئ في ملئها ، لبناء المعنى ، وفي هذا الصدد يقول " امبرطو إكو " : إذا فالنص إن هو إلا نسيج فضاءات ، و(فرجات )
سوف تملأ ، فيتركها بيضاء لسببين : الأول ، وهو أن النص يمثل آلة كسولة ( أو مقتصدة ) تحيا من قيمة المعنى الزائدة التي يكون المتلقي قد أدخلها ( إلى النص ) ..."[xi]
3 ـ أفق التوقعات ،( أو أفق الانتظار) :
 لقيد بين الدكتور عبد العزيز حمودة أن محور نظرية التلقي الذي يجمع عليه روادها ، هو أفق التوقع ، قائلا : " إن محور نظرية التلقي الذي لا يختلف عليه أي من أقطاب النظرية منذ ظهوره في الثلاثينات حتى الثمانينات ، هو " أفق توقع القارئ " في تعامله مع النص .قد تختلف المسميات عبر الخمسين عاما ، ولكنها تشير إلى شيء واحد : ماذا يتوقع القارئ أن يقرأ في النص ؟ وهذا التوقع ، وهو المقصود ، تحدده ثقافة القارئ ، وتعليمه ، وقراءاته السابقة ، أو تربيته الأدبية والفنية )[xii]
ويقول محمد خرماش : " وقد كان مفهوم "أفق الانتظار" بمثابة حجر الزاوية في نظرية ياوس التي استهدفت تجديد تاريخ الأدب الذي لم يكن يستند إلى الوقائع الأدبية نفسها بقدر ما كان يستند إلى ما تكون حولها من آراء أو أحكام لدى الأجيال المتعاقبة؛ وهي أحكام قد لا تكون ناتجة عن التلقي المتعاود للعمل الأدبي، ولا عن بنيته الحقيقية، وإنما عما ورثه الخلف عن السلف مما قيل عنها وتشبعت به الأفكار تجاهها، أو تجاه نوعها وثقافتها. ولذلك فتاريخ الأدب هو في الغالب تاريخ لتلك التلقيات أو آفاق الانتظار المتكونة، وليس تاريخا للنصوص الأدبية في حد ذاتها. ومن ثم تكون المهمة الأولى لجمالية التلقي عنده هي إعادة تكوين أفق انتظار الجمهور الأول لاستكشاف سيرورة التلقي ومعرفة كيفية تحاور القراء مع النصوص، وهذا يستدعي عنده تحديد عوامل ثلاثة :
أ - الخبرة السابقة التي يملكها الجمهور القارئ عن النوع الأدبي الذي ينتمي إليه النص المقروء.
ب - التشكيلات الموضوعية التي يفترض النص معرفته بها، أو ما يسمى بكفاءة التناص.
ج - مدى المعرفة أوالتمييز بين اللغة الشعرية أو الجمالية واللغة العملية العادية، بين العالم التخييلي والعالم اليومي." [xiii]
IV ـ القراءة بين " ياوس " و" إيزر " :
 1 ـ القراءة وسيرورة التأويل عند ياوس :
يعتبر هانس روبير ياوس من أنشط رواد " جمالية التلقي " الذين دافعوا عن تجاوز النظرة الأحادية في تقويم الأدب، وطالبوا بفهم القراءة على أنها فعل تحاور وجدل بين النص ومتلقيه أو بين النص وعملية التلقي التي يحركها وتحركه؛ إذ النص الأدبي بنية تقديرية - كما يقول ياوس- ولذلك فهو يحتاج إلى دينامية لاحقة تنقله من حالة الإمكان إلى حالة الإنجاز ومن حالة الكمون إلى حالة التحقق؛ بمعنى أنه لا يجوز القول بوجود المعنى الجاهز أو النهائي في النص، وإنما معناه المرتقب ناتج عن فعل القراءة وفعاليتها التي هي عبارة عما سيتولد بين النص وقارئه، بين البنية الأصلية أو السنن الأول وبين خبرات القارئ أو "أفق انتظاره". وبذلك يكون ياوس قد عمل على نقل الاهتمام من ثنائية الكاتب/النص، إلى جدلية النص/القارئ.[xiv]

2 ـ فعل القراءة وبناء المعنى عند وولف گانگ إيزر :
لم يهتم إيزر بما هو متكون وإنما بما يمكن أن يتكون، أي بتشكل النص في وعي القارئ الذي يسهم في بناء معناه. ولذلك اعتبر أن للأدب قطبين، هما القطب الفني وهو النص كما أبدعه المؤلف، والقطب الجمالي وهو التفعيل الذي ينتجه القارئ. وهذا يعني أن الإنتاج الأدبي لا يتطابق مع النص الأصلي ولا مع القراءة، وإنما هو الأثر الذي يحدث نتيجة تفاعل القارئ مع ما يقرأه ، ومن ثم لا ينبغي البحث في النص عن معنى مخبوء، وإنما ينبغي استطلاع ما يعتمل في نفس القارئ عندما يقرأ. وهو إذ يقرأ فإنما يقرأ على هدى من النص، وبإرشاد الترسيمات التي يوفرها له والتي تتكفل القراءة بتنفيذها. فهو إذن قارئ مُقَدر في بنية النص ذاته.[xv]
ومعنى هذا أن بناء المعنى ناتج عن تدخل القارئ وتفاعله مع النص المقروء ، وذلك عن طريق ملء الفراغات ، أو " البياضات " التي تتخلل النص . يقول هولاب " لقد احتل البياض موقعا رئيسيا في تأمل إيزر منذ مقالته " appellstruktur" حيث عرِّف البياض مثل موقع " اللاتحديد " لإنغاردن ...ومع أن جزءا كبيرا من هذا المقال المبكر خصص للبياضات واللاتحديد ، إلا أن الشيء الذي يتكون منه البياض بالضبط لم يتم تحديده نهائيا ، لكن يمكن للمرء أن يتخيل أن غياب هذا التعريف كان مقصودا من قبل إيزر ..."[xvi]
وهي البياضات والفراغات والانقطاعات الموجودة عنوة في النص، والتي تسمح للقارئ بالتدخل كي يملأها ولذلك يسميها إيزر "الفراغ الباني" ويمكن أن تشمل :
- الانفكاكات التي تدعو القارئ إلى وصلها.
-إمكانية الانتفاء التي تدعو إلى التعصب ضد بعض ما يقدمه النص كحقائق أو مسلمات، وتحفز القارئ على التفكير والبحث عن التلاؤم وإيجاد الوضعية المشتركة. ولذلك يرى إيزر أن المعنى ينبني وفق قوانين تؤسس في غمار القراءة، وأن الانتفائية هي أساس التواصل أو الحوارالإيجابي بين النص والقارئ. ويمكن أن تتمثل الانتفائية في الشكل حيث تبيح عدة افتراضات، كما تتمثل في المحتوى حيث تثير الانتباه إلى الأصل المخفي أوالعناصرالغائبة. ومن جهة أخرى فإن إيزر يميز بين بياضات وصلية يغفلها النص ليستخلفه القارئ في ترميمها، وبين بياضات فصلية هي حاصل العلاقة بين المكتشَف والمستكشَف في النص أو ما يسميه إيزر بالموضوعة thème والأفق horizon وهو المكان الفارغ من المعنى أو الخلفية المجردة من التلاؤم الموضوعاتي.[xvii]
خاتمـة :
نخلص في نهاية هذا العرض إلى الأهمية التي حظي بها القارئ والمكانة التي بوأته ورفعته إليها نظرية التلقي ، مما شكل ثورة على المناهج السابقة  التي أهملت دور القارئ في العملية الأدبية . وإذا كان القارئ قد أعطي كامل الصلاحيات في إنتاج المعنى وصياغته ، عبر التفاعل مع النصوص ، فإن هذه الصلاحيات لا تخلو من مقيدات تكبح جماح القارئ حتى لا ينزلق في متاهات الذاتية المفرطة ، والتي قد تزحزحه عن ترسم خطوات النص والقفز على قصدية المؤلف. وإذا كان الأمر كذلك، فما هي مواصفات هذا القارئ الذي يعول عليه في بناء المعنى وإنتاجه ؟

لائحة المصادر والمراجع
ـ لسان العرب لابن منظور ، طبعة دار الفكر / دار صادر ، بيروت
ـ معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة ، سعيد علوش ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1985
ـ تدريس الأدب ، استراتيجية القراءة والإقراء ، محمد حمود ، منشورات ديداكتيكا ، الدار البيضاء ، 1993
ـ نظرية التلقي ( مقدمة نقدية ) ، روبرت هولاب ، ترجمة خالد التوزاني ، الجيلالي الكدية ، منشورات علامات، 1999
ـ مجلة علامات ، العدد 17
ـ مدخل إلى الهرمينوطيقا ، ترجمة وجيه قانصو ، منشورات الاختلاف ، 2007
ـ مدخل إلى الفلسفة الظاهراتية ، انطوان خوري ، دار التنوير للطباعة والنشر ، الطبعة 1 : 1984 .
ـ القارئ في الحكاية ، امبرطو إكو ، ترجمة أنطوان أبو زيد ، المركز الثقافي العربي ،1996 .
ـ المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك ، عبد العزيز حمودة ،  سلسلة عالم المعرفة ، أبريل ، 1998 .
ـ فعل القراءة وإشكالية التلقي ، محمد خرماش  ، بحث مقدم لمؤتمر النقد الأدبي السابع ، جامعة اليرموك ، إربد ، الأردن 20ـ22 /07 / 1998 .
ـ  تأثير جمالية التلقي الألمانية في النقد العربي ، علي بخوش ، بحث مقدم ضمن  ندوة عقدتها جامعة محمد خيضر ، بسكرة ، الجزائر ، سنة 2008 .

رشيد لولو : 11ـ2011 / إشراف الدكتور م. شرف العرب الداودي




ـ ابن منظور ، لسان العرب ، مادة ( قرأ )[i]
ـ سعيد علوش ، معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة ، دار الكتاب اللبناني بيروت 1985.[ii]
ـ نقلا عن  محمد حمود ، تدريس الأدب : استراتيجية القراءة والإقراء ، منشورات ديداكتيكا ( الدار البيضاء ) 1993[iii] 
ـ محمد حمود ، تدريس الأدب ص : 18[iv]
ـ فليب هونيمان ، إستيل كوليش ، ترجمة : حسن الطالب ، مجلة علامات العدد 17 ص 108 .     [v]
ـ أنطوان خوري ، مدخل إلى الفلسفة الظاهراتية ، ص : 35  ط 1 ، 1984[vi]
ـ علي بخوش ، تاثير جمالية التلقي الألمانية في النقد العربي ، ص : 3[vii]
ـ روبرت هولاب ، نظرية التلقي ، ترجمة خالد التوزاني ، الجلالي الكدية ،منشورات علامات ، ص 85[viii]
ـ دافيد جاسبر ، مقدمة في الهرمنوطيقا ، ترجمة وجيه قانصو ، منشورات الاختلاف ، ص : 21 ـ 22[ix]
ـ علي بخوش ، تأثير جمالية التلقي الألمانية في النقد العربي ، ص : 3[x]
ـ أمبرطو إكو ، القارئ في الحكاية ، ترجمة أنطوان أبو زيد ، المركز الثقافي العربي 1996 ، ص : 63[xi]
ـ عبد العزيز حمودة ، المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك ، ص : 323[xii]
ـ محمد خرماش ، فعل القراءة وإشكالية التلقي ، بحث مقدم لمؤتمر النقد الأدبي السابع ، جامعة اليرموك ، إربد ، الأردن 20ـ22 /07 / 1998[xiii]
ـ  نفسه .[xiv]
ـ نفسه .[xv]
ـ روبرت هولاب ، نظرية التلقي ، ص: 85[xvi]
ـ محمد خرماش ، فعل القراءة وإشكالية التلقي ، بحث مقدم لمؤتمر النقد الأدبي السابع ، جامعة اليرموك ، إربد ، الأردن 20ـ22 /07 / 1998[xvii]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحميل كتاب فلسفة اللغة

كتاب فلسفة اللغة  تأليف : سيلفان أورو ـ جاك ديشان ـ جمال كولوغلي ترجمة : بسام بركة  مراجعة : ميشال زكرياء  صدر سنة : 2012 ع...