السبت، 26 يوليو 2014

تحميل كتاب فلسفة اللغة



كتاب فلسفة اللغة 
تأليف : سيلفان أورو ـ جاك ديشان ـ جمال كولوغلي
ترجمة : بسام بركة 
مراجعة : ميشال زكرياء 
صدر سنة : 2012
عدد الصفحات : 592



الأحد، 9 فبراير 2014

تحميل كتاب : مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية



 الاتباعية ـ الرومانسية ـ الواقعية ـ الرمزية 


المؤلف : الدكتور نسيب نشاوي 
ديوان المطبوعات الجامعية ـ الجزائر 1984
أعد هذه النسخة بصيغة pdf الدكتور : عبد القادر شريف بموسى
عدد الصفحات : 624

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

المستشرقون و السيرة النبوية



الكتاب الأول :

السيرة النبوية و كيف حرفها المستشرقون 

تأليف : محمد عبد العظيم علي 

 دار الدعوة للطباعة والنشر والتوزيع طبعة 1994

عدد الصفحات : 274

التحميل : من هنـــــــــــــــــــــــــا


الكتاب الثاني : 

الاستشراق في السيرة النبوية 

تأليف : عبد الله محمد الأمين النعيم 

منشورات المعهد العالمي للفكر الإسلامي 

سلسلة الرسائل الجامعية عدد ( 21 )

طبعة 1997

عدد الصفحات : 365 

التحميل: من هنــــــــــــــــــــــا


الاثنين، 22 يوليو 2013

أسباب النجاح عند ابن قيم الجوزية .



يقول ابن القيم عليه رحمة الله [1]:

طالب النفوذ إلى الله والدار الآخرة ، بل وإلى كل صناعة ورئاسة  بحيث يكون رأساً في ذلك مقتدى به فيه ، يحتاج أن يكون :

1 ـ شجاعاً مقداماً .

2 ـ حاكما على وهمه .

3 ـ غير مقهور تحت سلطان تخيله .

4 ـ زاهدا في كل ما سوى مطلوبه .

5 ـ عاشقا لما توجه إليه .

6 ـ عارفا بطريق الوصول إليه ، والطرق القواطع عنه .

7 ـ مقدام الهمة ثابت الجأش .

8 ـ لا يثنيه عن مطلوبه لوم لائم ولا عذل عاذل .

9 ـ كثير السكون ، دائم الفكر .

10 ـ غير مائل مع لذة المدح ولا ألم الذم .

11 ـ قائما بما يحتاج إليه من أسباب معونته .

12 ـ لا تستفزه المعارضات .

13 ـ شعاره الصبــــــــر .

14 ـ وراحته التعـــــــب .

15 ـ محبا لمكارم الأخلاق .

16 ـ حافظا لوقته ، لا يخالط الناس إلا على حذر كالطائر الذي يلتقط الحب بينهم .

17 ـ قائما على نفسه بالرغبة والرهبة .

18 ـ طامعا في نتائج الاختصاص على بني جنسه .

19 ـ غير مرسل شيئا من حواسه عبثا ، ولا مسرحا خواطره في مراتب الكون .

20 ـ وملاك ذلك هجر العوائد وقطع العلائق الحائلة بينك وبين المطلوب .




[1]  ـ من كتاب الفوائد ، والترقيم مدرج  للتيسير.

الجمعة، 8 مارس 2013

حول القراءة ونظرية التلقي


محاور العرض :

تقديم

I   ـ  التعريف اللغوي والاصطلاحي للقراءة
 1 ـ  التعريف اللغوي  
 2 ـ  التعريف الاصطلاحي  
II  ـ  نظرية القراءة وجمالية التلقي
  1 ـ   تأثر النظرية بالفلسفة الظاهراتية

  2 ـ  تأثر النظرية بالهرمينوطيقا ( التأويلية )
IIIـ مرتكزات نظرية التلقي
  1 ـ القارئ
  2 ـ بناء المعنى
  3 ـ أفق الانتظار  
IV  ـ القراءة بين " ياوس " و" إيزر"
  1ـ  القراءة وسيرورة التأويل عند ياوس
  2ـ  فعل القراءة وبناء المعنى عند إيزر

 خاتمـــــة


تقديم :
شغل مصطلح " القراءة " حيزا كبيرا في الدراسات النقدية المعاصرة ، وتناوله الدارسون من زوايا مختلفة ، بحسب التوجهات والمرجعيات الأدبية ، مما أدى إلى اختلاف الرؤى حول تحديد مفهوم " القراءة " كما أضفى على الموضوع صبغة إشكالية تزداد اتساعا كلما تعمقنا أكثر في تفاصيله . فما القراءة ؟ وكيف برزت باعتبارها مفهوما ضمن ما يسمى بنظرية التلقي ؟ وماهي أهم العوامل التي ساعدت في بلورة هذه النظرية ؟ وماهي أهم المرتكزات التي قامت عليها نظرية التلقي ؟ وكيف ساهم روادها في تحديد مفهوم للقراءة ؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه من خلال مقاربتنا لهذا الموضوع .
 Iـ التعريف اللغوي والاصطلاحي :
1 ـ التعريف اللغوي :
  جاء في لسان العرب " قرأ الكتاب ، يقرأُه ، ويقرُؤُه ، قرأً ، وقراءة ، وقرآنا ، تلاه.
وقرأ عليه السلام ، أبلغه إياه ، وقرأ الشيء قرْءاً وقرآناً ، جمعه وضم بعضه إلى بعض ، وأقرأه إقراءً ، جعله يقرأ .
واقترأ الكتاب اقتراءً تلاه ، واستقرأهُ استقراءً طلب أن يُقرأ ، واستقرأ الأمور تتبع أقراءها لمعرفة أحوالها وخواصها ، والقارئ ، اسم فاعل ، والجمع قرأَةٌ وقراءٌ ، وقارئون ، والقراءة مصدر ، وعند القراء : أن يقرأ القرآن تلاوة أي متتابعا أو أداءً ، أي أخذا عن المشايخ ،والجمع قراءات ."[i]
2 ـ التعريف الاصطلاحي :
ورد في معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة ما يلي : " القراءة lecture  ، و(القراءة ) هي فك كود الخبر المكتوب ، وتأويل نص أدبي ما "[ii]  .
وورد في معجم ديداكتيك اللغات ما يلي : " تعني القراءة هنا ( في السيميائيات الأدبية ) تشغيل مجموعة من عمليات التحليل ، وتطبيقها على نص مُعطى ، وتقدم هذه القراءة نفسها كإنتاج مقابل للوصف أو الشرح الكلاسيكي للنص الادبي ، إنها قراءة لاشتغال النص ، أي للعمليات التي تؤسسه كنص من النصوص ..." [iii]
يقول الدكتور محمد حمود : " فالقراءة في استعمالها العادي ، خطية من جهة اهتمامها بفك ألغاز الصيغة الخطية للمكتوب ، وعمودية من جهة اختراقها لأفقية المنطق الخطي ، نحو منطق عمودي يقصد فيه إلى إدراك الدلالات المنطوية والمتوارية في ثنايا المكتوب "[iv].
IIـ نظرية القراءة وجمالية التلقي :
ظهرت نظرية التلقي أواسط الستينات ، على يد النقاد الألمان ، ضمن ما عرف بمدرسة " كانستانس " (1966 ) ، ومن أبرز رواد هذه النظرية ، هانس روبرت ياوس ، وفولفغانغ إيزر .
وجاءت هذه النظرية لتثور على المناهج السابقة ، ونقصد بها المناهج السياقية ( خارج نصية ) التي اتخذت من السياقات التاريخية والنفسية والاجتماعية ركائز لها لولوج النص وفك رموزه ، كما ثارت أيضا على المناهج البنيوية التي ترى النص مجموعة من العلامات اللغوية التي تغنينا عن النظر إلى السياقات التي جاء في إطارها ، وذلك عبر التفكيك وإعادة التركيب .
ومن أهم المبادئ التي جاءت بها نظرية التلقي أنها أعادت الاهتمام بالقارئ واعتبرته محورا أساسيا في العملية الأدبية ، لكونه المعني الأول بالخطاب الأدبي ولكونه الطرف المباشر في التفاعل مع النص وصياغة معناه .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه النظرية لم تنشأ بمعزل عن المناهج والحقول المعرفية التي سبقتها، ولكنها استفادت بشكل كبير من الشكلانية الروسية ، وكذلك بنيوية براغ ، وغيرها ، وكان أهم ما ارتكزت عليه هذه النظرية استثمارها لفلسفتين عرفتا في ألمانيا خاصة وهما : الظاهراتية ، والهرمينوطيقا .
1 ـ  تأثر النظرية بالفلسفة الظاهراتية :
تتصل " نظرية جمالية التلقي "  بالظاهراتية اتصالا وثيقا ، حيث إن أغلب المفاهيم التي جاءت بها هذه الفلسفة الذاتية عن طريق أعلامها " هوسرل " و" انغاردن " ، قد تحولت إلى أسس نظرية ومفاهيم إجرائية في كثير من الحقول المعرفية ، فما هي الظاهراتية ؟
" تعتبر الظاهراتية إحدى الأفكار الأساسية في فلسفة القرن العشرين . وما يجمع بين المفكرين الداعين لها هو لجوؤهم  إلى المسعى الفكري نفسه أكثر مما تجمعهم وحدة المعتقد . والواقع أن الظاهراتيين يرمون إلى معالجة المشكلات الفلسفية من خلال وصف كبريات أنواع التجارب الإنسانية .والفكرة الاساس التي تقوم عليها الظاهراتية هي أن لكل تجربة من تجاربنا شكلا خاصا تقتضيه طبيعة الشيء الذي هي بصدد تناوله ، بحيث يكون في وسعي وأنا أحلل بنية تجربة معينة الوصول إلى خطاب قابل لأن يجيب عن التساؤلات المطروحة حول الشيء المذكور ..." [v]
لقد نشأت الفلسفة الظاهراتية كردة فعل معاكسة لفلسفة ديكات التي تنطلق من الذات في التفكير الفلسفي ، في حين أتخذت من التأمل في الأشياء والموجودات منطلقا لها ، في صياغة أفكارها الفلسفية ، فما لبثت أن تلقفها أصحاب الفلسفة الوجودية وعلى رأسهم " سارتر " . يقول أنطوان خوري : " وعندما تلقف الفلاسفة الوجوديون المنهج الفونومونولوجي ، لم يشاءوا تطبيقه دون بعض التعديل ، ولا غرابة في ذلك لأن المنهج يقتفي الموضوع . وهؤلاء الفلاسفة ما سموا وجوديين إلا لأنهم جعلوا من الوجود (الإنساني) موضوع تأملاتهم الإنسانية .."[vi]
من هنا يتضح لنا ، أن فنومنولوجية " انغاردن " جعلت من المتلقي ركنا أساسيا في إدراك العمل الأدبي ، وأعطت لهذا الإدراك أساسا موضوعيا ، وماديا ، فالقارئ يملأ فراغات النص الموجودة فيه ، لأن إدراك الظاهرة الأدبية ، لا تتحقق عيانا إلا بوجوده.[vii]
 يقول " هولاب " (وقد ركز " إنغاردن" على العلاقة القائمة بين النص والقارئ . وأكد على دور المتلقي في تحديد المعنى ، كما أنه له دور في العمل الأدبي وذلك حين يعمل خياله في ملء الفجوات و الفراغات في النص التي يكتمل بها  العمل الأدبي) [viii].   
2 ـ   تأثر النظرية بالهرمينوطيقا ( التأويلية ) :
" كلمة hermeneutics  (هرمينوطيقا ) هي التعبير الأنكليزي للكلمة اليونانية الكلاسيكية hermeneus  ( هرمس ) ، وتعني المفسر أو الشارح ، وفي موضوع من كتابات الفيلسوف أفلاطون وصف الشعراء بأنهم " مفسري الله " ...تتعلق الهرمنوطيقا إذا بـ" التفسير " وحتى بـ " الترجمة " خاصة في ما له علاقة بتفسير النصوص المقدسة ، التي يعتبرها المؤمنون ، وحيا إلهيا أو " كلمة الله " ... ليست القراءة مجرد البحث عن المعاني ، في النصوص ، بل هي أيضا أنحاء التأثير الذي تتركه النصوص فينا ، إذ يمكنها أن تغضبنا أو تخيفنا ، أو تعزِّينا ، فتأثير الكتابة فينا يتجاوز مجرد فهمنا لها .وهذا ما نسميه أحيانا نموذج " الأدب ـ كفعالية " الذي لا يعتبر النصوص مجرد تعابير لغوية ، بل هي أيضا أداء وفعالية . قدرة النصوص على جعلنا نقوم بأشياء ، هي نفس القدرة التي تجعلنا نفهم المعنى الكامن فيها . وسيتضح ـ كما آمل ـ بأن الهرمنوطيقا لم تكن أبدا سكونية ، إذ أن الكيفية التي نقرأ بها النصوص ونفهمها ، هي متغيرة باستمرار تماما كما يتغير فهمنا لأنفسنا ."[ix]
لقد عضد رواد جمالية التلقي ـ ياوس بخاصة ـ افتراضاتهم في شرعية اسهام الذات المتلقية في بناء المعنى من خلال آراء الفيلسوف " هانس جورج غادامير " في مفهوم التأويل . وقد ارتبط أصل التأويل عنده مع الاهتمام باكتشاف المعنى الصحيح للنصوص ( خاصة النصوص المقدسة ) حيث كان يرى بأن "  التأويلية تطالب بتقنيات خاصة ، عن المعنى الأصلي في كلا التقليدين : الأدب الإنساني والتوراة " ، مما يعني أن " غدامير " يركز على الذات ( القارئ ) كقوة فاعلة في عملية الفهم والتأويل ، ويحاول أن يجعل من هذه العملية ، عملية موضوعية بحتة ، وهذا ما يتضح أيضا في فهمه للتاريخ ( الماضي ) ، فهو يخضع تأثيرات الماضي لفهم الذات .[x]
IIIـ أهم المرتكزات في نظرية التلقي :
لقد ارتكزت نظرية التلقي على ثلاث محاور تدور حولها ، وتشكل دعامتها الأساسية ، وهي : القارئ ـ بناء المعنى ـ أفق التوقعات .
1 ـ القارئ : لقد سبق وأشرنا في بداية هذا العرض إلى الدور الكبير الذي أولته نظرية التلقي للقارئ ، حيث جعلته المحور الذي تدور حوله العملية الأدبية في تلقي النصوص ، وإنتاج المعنى .
2 ـ بناء المعنى : لتحديد المعنى عند أصحاب هذه النظرية ، لابد من التعريج على مفهوم " الفجوات " أو " البياضات " داخل النص ، وكيف يسهم القارئ في ملئها ، لبناء المعنى ، وفي هذا الصدد يقول " امبرطو إكو " : إذا فالنص إن هو إلا نسيج فضاءات ، و(فرجات )
سوف تملأ ، فيتركها بيضاء لسببين : الأول ، وهو أن النص يمثل آلة كسولة ( أو مقتصدة ) تحيا من قيمة المعنى الزائدة التي يكون المتلقي قد أدخلها ( إلى النص ) ..."[xi]
3 ـ أفق التوقعات ،( أو أفق الانتظار) :
 لقيد بين الدكتور عبد العزيز حمودة أن محور نظرية التلقي الذي يجمع عليه روادها ، هو أفق التوقع ، قائلا : " إن محور نظرية التلقي الذي لا يختلف عليه أي من أقطاب النظرية منذ ظهوره في الثلاثينات حتى الثمانينات ، هو " أفق توقع القارئ " في تعامله مع النص .قد تختلف المسميات عبر الخمسين عاما ، ولكنها تشير إلى شيء واحد : ماذا يتوقع القارئ أن يقرأ في النص ؟ وهذا التوقع ، وهو المقصود ، تحدده ثقافة القارئ ، وتعليمه ، وقراءاته السابقة ، أو تربيته الأدبية والفنية )[xii]
ويقول محمد خرماش : " وقد كان مفهوم "أفق الانتظار" بمثابة حجر الزاوية في نظرية ياوس التي استهدفت تجديد تاريخ الأدب الذي لم يكن يستند إلى الوقائع الأدبية نفسها بقدر ما كان يستند إلى ما تكون حولها من آراء أو أحكام لدى الأجيال المتعاقبة؛ وهي أحكام قد لا تكون ناتجة عن التلقي المتعاود للعمل الأدبي، ولا عن بنيته الحقيقية، وإنما عما ورثه الخلف عن السلف مما قيل عنها وتشبعت به الأفكار تجاهها، أو تجاه نوعها وثقافتها. ولذلك فتاريخ الأدب هو في الغالب تاريخ لتلك التلقيات أو آفاق الانتظار المتكونة، وليس تاريخا للنصوص الأدبية في حد ذاتها. ومن ثم تكون المهمة الأولى لجمالية التلقي عنده هي إعادة تكوين أفق انتظار الجمهور الأول لاستكشاف سيرورة التلقي ومعرفة كيفية تحاور القراء مع النصوص، وهذا يستدعي عنده تحديد عوامل ثلاثة :
أ - الخبرة السابقة التي يملكها الجمهور القارئ عن النوع الأدبي الذي ينتمي إليه النص المقروء.
ب - التشكيلات الموضوعية التي يفترض النص معرفته بها، أو ما يسمى بكفاءة التناص.
ج - مدى المعرفة أوالتمييز بين اللغة الشعرية أو الجمالية واللغة العملية العادية، بين العالم التخييلي والعالم اليومي." [xiii]
IV ـ القراءة بين " ياوس " و" إيزر " :
 1 ـ القراءة وسيرورة التأويل عند ياوس :
يعتبر هانس روبير ياوس من أنشط رواد " جمالية التلقي " الذين دافعوا عن تجاوز النظرة الأحادية في تقويم الأدب، وطالبوا بفهم القراءة على أنها فعل تحاور وجدل بين النص ومتلقيه أو بين النص وعملية التلقي التي يحركها وتحركه؛ إذ النص الأدبي بنية تقديرية - كما يقول ياوس- ولذلك فهو يحتاج إلى دينامية لاحقة تنقله من حالة الإمكان إلى حالة الإنجاز ومن حالة الكمون إلى حالة التحقق؛ بمعنى أنه لا يجوز القول بوجود المعنى الجاهز أو النهائي في النص، وإنما معناه المرتقب ناتج عن فعل القراءة وفعاليتها التي هي عبارة عما سيتولد بين النص وقارئه، بين البنية الأصلية أو السنن الأول وبين خبرات القارئ أو "أفق انتظاره". وبذلك يكون ياوس قد عمل على نقل الاهتمام من ثنائية الكاتب/النص، إلى جدلية النص/القارئ.[xiv]

2 ـ فعل القراءة وبناء المعنى عند وولف گانگ إيزر :
لم يهتم إيزر بما هو متكون وإنما بما يمكن أن يتكون، أي بتشكل النص في وعي القارئ الذي يسهم في بناء معناه. ولذلك اعتبر أن للأدب قطبين، هما القطب الفني وهو النص كما أبدعه المؤلف، والقطب الجمالي وهو التفعيل الذي ينتجه القارئ. وهذا يعني أن الإنتاج الأدبي لا يتطابق مع النص الأصلي ولا مع القراءة، وإنما هو الأثر الذي يحدث نتيجة تفاعل القارئ مع ما يقرأه ، ومن ثم لا ينبغي البحث في النص عن معنى مخبوء، وإنما ينبغي استطلاع ما يعتمل في نفس القارئ عندما يقرأ. وهو إذ يقرأ فإنما يقرأ على هدى من النص، وبإرشاد الترسيمات التي يوفرها له والتي تتكفل القراءة بتنفيذها. فهو إذن قارئ مُقَدر في بنية النص ذاته.[xv]
ومعنى هذا أن بناء المعنى ناتج عن تدخل القارئ وتفاعله مع النص المقروء ، وذلك عن طريق ملء الفراغات ، أو " البياضات " التي تتخلل النص . يقول هولاب " لقد احتل البياض موقعا رئيسيا في تأمل إيزر منذ مقالته " appellstruktur" حيث عرِّف البياض مثل موقع " اللاتحديد " لإنغاردن ...ومع أن جزءا كبيرا من هذا المقال المبكر خصص للبياضات واللاتحديد ، إلا أن الشيء الذي يتكون منه البياض بالضبط لم يتم تحديده نهائيا ، لكن يمكن للمرء أن يتخيل أن غياب هذا التعريف كان مقصودا من قبل إيزر ..."[xvi]
وهي البياضات والفراغات والانقطاعات الموجودة عنوة في النص، والتي تسمح للقارئ بالتدخل كي يملأها ولذلك يسميها إيزر "الفراغ الباني" ويمكن أن تشمل :
- الانفكاكات التي تدعو القارئ إلى وصلها.
-إمكانية الانتفاء التي تدعو إلى التعصب ضد بعض ما يقدمه النص كحقائق أو مسلمات، وتحفز القارئ على التفكير والبحث عن التلاؤم وإيجاد الوضعية المشتركة. ولذلك يرى إيزر أن المعنى ينبني وفق قوانين تؤسس في غمار القراءة، وأن الانتفائية هي أساس التواصل أو الحوارالإيجابي بين النص والقارئ. ويمكن أن تتمثل الانتفائية في الشكل حيث تبيح عدة افتراضات، كما تتمثل في المحتوى حيث تثير الانتباه إلى الأصل المخفي أوالعناصرالغائبة. ومن جهة أخرى فإن إيزر يميز بين بياضات وصلية يغفلها النص ليستخلفه القارئ في ترميمها، وبين بياضات فصلية هي حاصل العلاقة بين المكتشَف والمستكشَف في النص أو ما يسميه إيزر بالموضوعة thème والأفق horizon وهو المكان الفارغ من المعنى أو الخلفية المجردة من التلاؤم الموضوعاتي.[xvii]
خاتمـة :
نخلص في نهاية هذا العرض إلى الأهمية التي حظي بها القارئ والمكانة التي بوأته ورفعته إليها نظرية التلقي ، مما شكل ثورة على المناهج السابقة  التي أهملت دور القارئ في العملية الأدبية . وإذا كان القارئ قد أعطي كامل الصلاحيات في إنتاج المعنى وصياغته ، عبر التفاعل مع النصوص ، فإن هذه الصلاحيات لا تخلو من مقيدات تكبح جماح القارئ حتى لا ينزلق في متاهات الذاتية المفرطة ، والتي قد تزحزحه عن ترسم خطوات النص والقفز على قصدية المؤلف. وإذا كان الأمر كذلك، فما هي مواصفات هذا القارئ الذي يعول عليه في بناء المعنى وإنتاجه ؟

لائحة المصادر والمراجع
ـ لسان العرب لابن منظور ، طبعة دار الفكر / دار صادر ، بيروت
ـ معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة ، سعيد علوش ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1985
ـ تدريس الأدب ، استراتيجية القراءة والإقراء ، محمد حمود ، منشورات ديداكتيكا ، الدار البيضاء ، 1993
ـ نظرية التلقي ( مقدمة نقدية ) ، روبرت هولاب ، ترجمة خالد التوزاني ، الجيلالي الكدية ، منشورات علامات، 1999
ـ مجلة علامات ، العدد 17
ـ مدخل إلى الهرمينوطيقا ، ترجمة وجيه قانصو ، منشورات الاختلاف ، 2007
ـ مدخل إلى الفلسفة الظاهراتية ، انطوان خوري ، دار التنوير للطباعة والنشر ، الطبعة 1 : 1984 .
ـ القارئ في الحكاية ، امبرطو إكو ، ترجمة أنطوان أبو زيد ، المركز الثقافي العربي ،1996 .
ـ المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك ، عبد العزيز حمودة ،  سلسلة عالم المعرفة ، أبريل ، 1998 .
ـ فعل القراءة وإشكالية التلقي ، محمد خرماش  ، بحث مقدم لمؤتمر النقد الأدبي السابع ، جامعة اليرموك ، إربد ، الأردن 20ـ22 /07 / 1998 .
ـ  تأثير جمالية التلقي الألمانية في النقد العربي ، علي بخوش ، بحث مقدم ضمن  ندوة عقدتها جامعة محمد خيضر ، بسكرة ، الجزائر ، سنة 2008 .

رشيد لولو : 11ـ2011 / إشراف الدكتور م. شرف العرب الداودي




ـ ابن منظور ، لسان العرب ، مادة ( قرأ )[i]
ـ سعيد علوش ، معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة ، دار الكتاب اللبناني بيروت 1985.[ii]
ـ نقلا عن  محمد حمود ، تدريس الأدب : استراتيجية القراءة والإقراء ، منشورات ديداكتيكا ( الدار البيضاء ) 1993[iii] 
ـ محمد حمود ، تدريس الأدب ص : 18[iv]
ـ فليب هونيمان ، إستيل كوليش ، ترجمة : حسن الطالب ، مجلة علامات العدد 17 ص 108 .     [v]
ـ أنطوان خوري ، مدخل إلى الفلسفة الظاهراتية ، ص : 35  ط 1 ، 1984[vi]
ـ علي بخوش ، تاثير جمالية التلقي الألمانية في النقد العربي ، ص : 3[vii]
ـ روبرت هولاب ، نظرية التلقي ، ترجمة خالد التوزاني ، الجلالي الكدية ،منشورات علامات ، ص 85[viii]
ـ دافيد جاسبر ، مقدمة في الهرمنوطيقا ، ترجمة وجيه قانصو ، منشورات الاختلاف ، ص : 21 ـ 22[ix]
ـ علي بخوش ، تأثير جمالية التلقي الألمانية في النقد العربي ، ص : 3[x]
ـ أمبرطو إكو ، القارئ في الحكاية ، ترجمة أنطوان أبو زيد ، المركز الثقافي العربي 1996 ، ص : 63[xi]
ـ عبد العزيز حمودة ، المرايا المحدبة من البنيوية إلى التفكيك ، ص : 323[xii]
ـ محمد خرماش ، فعل القراءة وإشكالية التلقي ، بحث مقدم لمؤتمر النقد الأدبي السابع ، جامعة اليرموك ، إربد ، الأردن 20ـ22 /07 / 1998[xiii]
ـ  نفسه .[xiv]
ـ نفسه .[xv]
ـ روبرت هولاب ، نظرية التلقي ، ص: 85[xvi]
ـ محمد خرماش ، فعل القراءة وإشكالية التلقي ، بحث مقدم لمؤتمر النقد الأدبي السابع ، جامعة اليرموك ، إربد ، الأردن 20ـ22 /07 / 1998[xvii]

الثلاثاء، 19 فبراير 2013

البناء الخطابي لدى أرسطو ـ عرض في بلاغة الحجاج

مقدمة :
ارتبطت الخطابة أو " الريطوريقا " الأرسطية( rhetorique)  ـ بكونها فنا من فنون القول ـ بالظروف السياسية والفكرية والاجتماعية التي كانت تسود المجتمع الإغريقي بشكل عام ،ولعل هذا ما دفع أرسطو إلى تصنيف الخطابة إلى ثلاثة أصناف : محفلية ، وقضائية ، واستشارية .
سنتناول هذا الموضوع من خلال ثلاث محاور وهي :
1 ـ تمهيد حول الخطابة وأنواعها عند أرسطو .
2 ـ مصطلح " الريطوريقا " والترجمة العربية .
3 ـ أسس البناء الخطابي  لدى أرسطو .
 I ـ تمهيد :
1 ـ تعريف الخطابة عند أرسطو :
يعرف أرسطو الخطابة بقوله : " فالريطورية ( الخطابة ) قوة تتكلف الإقناع الممكن في كل واحد من الأمور المفردة "[i] .
يمكن أن نستخلص من هذا النص أن الخطابة ـ قبل كل شيء ـ صناعة تشتغل وفق أدوات وآليات معينة ، يجتهد الخطيب من خلالها لكي يقنع المتلقي للخطاب ، في جميع المجالات ." وهذا ليس عملَ شيء من الصناعات الأخرى ، لأن تلك الأخر إنما تكون كل واحدة منها معلِّمة مقنعة في الأمور تحتها . فالطب يعلِّم في أنواع الصحة والمرض ...أما الريطورية فقد يظن أنها هي التي تتكلف الإقناع في الأمر يعرض كائنا ما كان .." [ii]

2 ـ أنواع الخطابة عند أرسطو :
يقسم أرسطو الخطابة إلى ثلاثة أقسام فيقول :" فمن الاضطرار إذا يكون الكلام الريطوري ثلاثة أجناس : مشوري ، ومشاجري ، وتثبيتي "[iii] . وهذه الثلاثة هي التي اصطلح عليها بعض الباحثين : بالاستشارية ، والقضائية ، والاحتفالية .وموضوع الاستشارية تقديم المشورة في أمر عام أو خاص ، وأما القضائية فموضوعها العدل والظلم ، وأما الاحتفالية فموضوعها المدح والذم . وكل واحد من هذه الأقسام مرتبط بمجال زمني محدد " والوقت أو الزمان لكل واحد من هذه : أما الذي يشير، فالمستقبل ،لأنه إنما يشير المشير فيما هو مستقبل : فبإذن أو بمنع ، فأما الذي ينازع ، فالذي قد كان ...وإنما يكون أبدا واحد يشكو ،وواحد يعتذر في اللائي قد  فُعلن .وأما المُثبت فإن الذي هو أولى الزمان به ذلك القريب الحاضر . فإن الناس جميعا ، إنما يمدحون ويذمون على حسب ماهو موجود قائم ... "[iv].

II  ـ مصطلح " الريطوريقا " ( rhetorique) والترجمة العربية :

احتفظت الترجمة العربية القديمة بالمصطلح كما هو في الأصل بدون تغيير ، فجاء في مقدمة الكتاب " إن الريطورية ترجع على الديالقطيقية ، وكلتاهما توجد من أجل شيء واحد ... "[v] ، وأما ابن رشد في "تلخيص الخطابة " فقد ترجم مصطلح " ريطوريقا " إلى " خطابة " كما جاء في مقدمة التلخيص : " إن صناعة الخطابة تناسب صناعة الجدل ، وذلك أن كليهما يؤمان غاية واحدة ... "[vi].
ومن الباحثين المعاصرين من يرى أن مصطلح " الريطوريقا " يوافق مصطلح " البلاغة " ، وفي هذا الشأن يقول الدكتور محمد العمري : " فنحن إذن نتحدث عن بلاغة عامة تمتد بين قطبين : قطب التخييل الشعري ، وقطب التداول الخطابي الحجاجي ، ومن المعروف تاريخيا أن القطب الثاني ، أي القطب التداولي هو الذي كان يحمل الاسم الإغريقي اللاتيني : ريطوريكي أو ريطوريك ،( وفي الفرنسية والأنجليزية rhetorique /rhetoric ) وهو اللفظ الذي تقابله الآن الكلمة العربية " بلاغة " [vii] .
غير أن الدكتور حمادي صمود يتحفظ من إطلاق كلمة " بلاغة " في مقابل " الريطوريقا " ويقول : " إن الحقل المعنوي لكلمة rhétotique  لا يطابق في الأعم الحقل الذي تبنيه كلمة " بلاغة " في السنن العربية ، وإن كنا نضطر دائما ، عن خطإ أو عن صواب ، إلى المطابقة في الترجمة بين الكلمتين . والتراجمة الذين اهتموا بمؤلفات أرسطو أدركوا هذه النكتة ، ففضلوا على ما عرفناه عنهم في الترجمة ، الإبقاء على المصطلح في لغته الأصلية فقالوا : " ريطوريقا " ثم لما تناول الفلاسفة الكتاب بالترجمة والشرح سموه " الخطابة " " [viii]

III  ـ أسس بناء الخطابة لدى أرسطو :

سنجعل من نص أرسطو في " الخطابة " منطلقا للحديث عن أسس بناء الحجاج الخطابي ، وهو النص الذي صدر به المقالة الثالثة من كتابه ، في صدد حديثه عن البراهين والحجج،  إذ يقول : " إن اللاتي ينبغي أن يكون القول فيهن على مجرى الصناعة فثلاث : ( إحداهن )  : الإخبار من أي شيء تكون التصديقات ، ( والثانية ) ذكر اللاتي تستعمل في الألفاظ ، و( الثالثة ) أن كيف ينبغي أن ننظم أو ننسق أجزاء القول ..." [ix].
يتبين من خلال هذا النص أن أهم الأسس التي ينبني عليها الحجاج في الخطابة عند أرسطو ، هي ما اصطلح عليه الدارسون المعاصرون بالإيجاد ، والترتيب ، والأسلوب . وقد أضاف أرسطو إلى هذه العناصر الثلاثة ، عنصرا رابعا وهو ما أسماه " الأخذ بالوجوه " ( hypocrisis ) وأطلق عليه بارث " مسرحة القول " ، فيما أسماه بدوي ب"الإلقاء "[x]. يقول هشام الريفي :
" ولقد أضاف اللاتين إلى المراحل الأربع التي ذكرها أرسطو مرحلة خامسة ، لكن لا علاقة لها بالإنتاج في الحقيقة ، وتتمثل في استظهار الخطيب للخطبة ، استعدادا لإلقائها ، وسموا هذه المرحلة " mémoria" ( أي الاستظهار ) ، ولئن اعتبر سيسرون " ciceron " القدرة على الاستظهار من باب الموهبة ، فإن " كانتيليان "
" quintilien" عرض قواعد عملية تيسر تلك العملية " [xi]
 هذا الكلام من هشام الريفي يشعر بأن العنصر الخامس ، ليس من وضع أرسطو ، غير أن ما جاء في مقدمة حمادي صمود لكتاب " أهم نظريات الحجاج " يثبت عكس ما ذهب إليه هشام الريفي ، وهو قوله : " بدأت خطابة أرسطو في الانحسار منذ وقت مبكر ، وكان أن تخلصت من قسمين اعتبرا دائما من أقسامها الثانوية وهما المسميان تمثيل القول أو (hypocrisis, actio ) والذاكرة ( memoria) لأنهما لا يتعلقان إلا بالمشافهة ..."[xii].
ومهما يكن من أمر فإننا سنحذو في عرضنا هذا حذو أغلب الباحثين في تناولهم للبناء الحجاجي عند أرسطو ، آخذين في الاعتبار كل هذه العناصر الخمسة مع التعليق عليها بما يناسب المقام .
1 ـ اكتشاف الحجج[xiii] ( أو الإيجاد ) :
" وهي في مصطلح أرسطو ( eurisis) وفي المصطلح اللاتيني الغالب (inventio) .وفي المصطلحين معنى الظفر بالشيء والوقوع عليه ، مما تؤديه العبارة العربية . بل ويشير منطوق لفظها إلى ما ورد ضمنا في الكلمتين الأخيرتين ، أو يرد في سياق التفسير المصاحب لهما ، وهو حسن التدبير والتقاط المناسبة بين الحجة وسياق الاحتجاج في صورتها المثلى ، حتى يسد المتكلم السبيل على السامع ، فلا يجد منفذا إلى استضعاف الحجة والخروج عن دائرة فعلها ، وربما نقضها بما يخالفها أو يباينها . وهذه المعاني موجودة في تقديرنا في كلمة " البصر بالحجة " وموجودة في الشروح والتحليلات المصاحبة لكلمة ( eurisis ) ."[xiv]
يميز أرسطو بين نوعين من أنواع الحجج ، أحدهما : الحجج غير الصناعية ، والثاني : الحجج الصناعية . فيقول : " فأما التصديقات فمنها بصناعة ، ومنها بغير صناعة "  [xv]
أ ـ الحجج غير الصناعية (الجاهزة ) :
يقصد بالحجج غير الصناعية عند أرسطو ، تلك التي لا يكون للخطيب دخل فيها ، إذ هي خارجة عن نطاق تصرفه واجتهاده ، مثل : الشهود ،والاعترافات ، والوثائق والإثباتات ، والأقوال المنتزعة عن طريق التعذيب ..." وقد أعني باللاتي بغير صناعة تلك اللاتي ليست تكون بحيلة منا ، لكن بأمور متقدمة ، كمثل الشهود والعذاب ، والكتب والصكاك وما أشبه ذلك ."[xvi]
ب ـ الحجج الصناعية ( غير الجاهزة ) :
يقصد بالحجج الصناعية ، الحجج التي تكون من اختصاص الخطيب ، وتتوقف على مدى فطنته في استخراجها والإدلاء بها في وقتها المناسب ، وتنقسم ـ بحسب أرسطو ـ إلى ثلاثة أقسام : " فمنها ما يكون بكيفية المتكلم وسَمْتِهِ ، ومنها ما يكون بتهيئة للسامع واستدراجه نحو الأمر ، ومنها ما يكون بالكلام نفسه قبل التثبيت ."[xvii]
نستخلص من هذا النص أن الحجج الصناعية عند أرسطو ثلاثة أنواع :
ـ ما يتعلق بسمت الخطيب وأخلاقه وهو ما يعرف بـ ( éthos).
ـ ما يتعلق بأحوال السامعين ونفسياتهم وهو ما أطلق عليه (pathos).
ـ ما يتعلق بكلام المتكلم ، وما تحمله اللغة داخلها من حجج منطقية ( logos).
" وهذه الحجج بأنواعها الثلاثة ، يقسمها أرسطو إلى قسمين كبيرين : حجج خلقية ذاتية ، وأخرى منطقية موضوعية " [xviii].
ب 1 ـ الحجج الخلقية الذاتية :
" وفيها يدرس أرسطو الأسس النفسية للخطابة ، وهذه الأسس النفسية لها ناحيتان : أولاهما ما يتعلق بخلق الخطيب أو شخصيته ، وثانيها تخص عواطف السامعين وانفعالاتهم .."[xix].
ب 1ـ1ـ ما يتعلق بالخطيب ( éthos) : وذلك بأن " يكون الكلام بنحو يجعل المتكلم أهلا أن يصدق ويقبل قوله . والصالحون هم المصدقون سريعا بالأكثر في جميع الأمور الظاهرة " [xx]" وقد يكون المتكلمون مصدقين لعلل ثلاث : لأنا قد نصدق من قِبَل هذه الثلاثة الأوجه كلها دون التثبت ، وهي : اللب ، والفضيلة ، والألفة ، فقد يكذب جميع الواصفين أو المشيرين ، إما من أجل عدم هذه العلل أجمع ، وإما من أجل عدم شيء منها ، لأنهم إما أن يكونوا وهم على صواب في الرأي ـ للخبث والشرارة ـ لا ينطقون بما عليه ظنهم ورأيهم ، وإما أن يكونوا ذوي لب فاضل ، لكنهم ليسوا بذوي ألف وأُنس ، وقد يمكن حينئذ أن يكونوا وهم يعرفون التي هي أفضل لا يشيرون بها "[xxi]
عبر غنيمي هلال عن هذه الثلاثةِ أوجه بالفطنة ، والفضيلة ، والتلطف للسامعين .
ولا ينبغي  ـ حسب أرسطو ـ أن يختل وجه من هذه الوجوه أو كلها ، لأنها إنما تؤدي المطلوب وهي مجتمعة  ، ذلك أن الخطيب إذا لم يكن فطنا ، تعرضت أفكاره للخطأ ، وقد تتوفر فيه الفطنة والفضيلة لكنه لا يألف السامعين ، فيمنعه ذلك من إخلاص النصح لهم بما يعود عليهم بالنفع ، وربما كان فطنا ، لكن لا يتوافر فيه الوجهان الآخران ، فيحتال على الناس ويغالطهم .
ب 1 ـ 2 ـ ما يتعلق بالسامع (pathos) :
ينبغي للمتصدر للخطابة أن يكون محيطا بالأحوال النفسية والعاطفية لمستمعيه ، ومعرفة ما يثير عواطفهم المختلفة ، من غضب ، وفرح ، وشفقة ، حتى يضمن لكلامه التأثير والفعالية . "وأما بتهيئة السامع فحين يستميله الكلام إلى شيء من الآلام المعترية ، فإنه ليس إعطاؤنا الأحكام في حال الفرح والحزن ومع المحبة والبغضة سواء .." [xxii]
وهو هنا يوجه الحديث إلى الخطابة القضائية خاصة ، وإن كان المستمع في أغلب الأحوال في وضعية الحكم .[xxiii]
أخذ  أرسطو يعدد هذه العواطف  والانفعالات ، وقد نص على أنه يتبع في واحدة منها استيفاء ثلاث مسائل : فإذا أخذنا الغضب ـ مثلا ـ كان علينا  أن نعرف الاستعدادات النفسية التي تحمل المرء على الغضب ، و أن نعد الذين نشعر عادة بالغضب  نحوهم ، والأشياء التي تثير فينا هذا الشعور ..[xxiv] وهكذا فعل في باقي الصفات ، ومن مختلف الطبقات والأعمار .
ب 2 ـ الحجج المنطقية الموضوعية ( logos):
" يفسح أرسطو لمعالجتها مجالا أوسع من المجال الذي عالج فيه الأقيسة الذاتية السابقة . وهنا تتجلى علاقة الخطابة بالمنطق ، وفي المنطق تدور الحجج المختلفة حول الاستقراء ، ثم القياس الثلاثي . والخطابة يقوم فيها المثل exemple  مقام الاستقراء ، كما يغني المضمر enthymème عن القياس الثلاثي المنطقي [xxv]. وجميع الخطباء لا تخرج حججهم عن المثل والقياس المضمر "[xxvi] .
ب2 ـ 1 : المثل :
يلجأ الخطيب إلى استحضار المثل في خطبته لتعضيد القضية التي يدافع عنها ، وينقسم المثل إلى قسمين :مثل تاريخي ، ومثل مختَرَع .
ب 2 ـ 1 ـ 1ـ المثل التاريخي : يلجأ الخطيب إلى وقائع تاريخية حدثت في الماضي ، فيوردها حجة لتقوية رأيه والقضية التي يتبناها .
ب2 ـ 1 ـ 2ـ المثل المخترع : وذلك بإيراد أمثلة مشابهة للقضية ، أو يضرب لها مثلا على لسان الحيوانات ( الخرافة ) .
ب2 ـ 2 : القياس المضمر :
ينقسم القياس المضمر بدوره إلى قسمين : قياس استدلالي ، وقياس تفنيدي " ولكل منهما مواضع حجج عامة ، نذكر منها هنا ما يمكن أن يفيد الكاتب والخطيب "[xxvii].
ب 2ـ 2 ـ 1 : الاستدلالي : " فأهم مواضع الحجج في القياس المضمر الاستدلالي :
ـ التضاد : وفيه تؤخذ الحجة بواسطة التضاد بين الأشياء ، كالسلم والحرب ، والنفع والضرر ، والحق والباطل ...وذلك مثل (إذا كانت الحرب سبب الشرور الحاضرة فبالسلم يجب إصلاحها ) ..
ـ علاقة الأقل بالأكثر : فإذا لم يكن إثبات شيء لشيء آخر هو معه أكثر احتمالا ، فإنه لا يمكن إثباته لشيء ثالث هو معه أقل احتمالا . كأن يقال : ( إذا كان الأنبياء لا يعلمون الغيب ، ولا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ، فغيرهم من المؤمنين لا يعلمون ولا يملكون .."[xxviii]
ب 2 ـ 2 ـ 2 : التفنيدي : " وكما شرح أرسطو مواضع الحجاج بالقياس المضمر على نحو ما قلنا ، شرح كذلك مواضع تفنيد هذه الحجج ، وحسبنا هنا أن نذكر كيف يفند الخطيب حجج خصمه فيما يتعلق بالقياس المضمر ، وذلك بتأليف أقيسة أخرى مقابلة لأقيسة الخصم ، وتتضمن الاعتراضات التي تفسد على الخصم الأقيسة التي أتى بها ....فإذا قال الخصم : ( إن الرجل الفاضل يفعل الخير لجميع أصدقائه ) ، كان الاعتراض هو : ( لكن الشرير لا يفعل الشر لكل أصدقائه ) .."[xxix]
في ختام هذا المبحث المتعلق باستكشاف الحجج ، نورد هنا خطاطة مستوعبة لما سلف ذكره مما يندرج تحت هذا العنوان [xxx].




استكشاف الحجج
 ↓ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ↓
حجج غير صناعية ( جاهزة )                       حجج صناعية ( غير جاهزة )
 ـ الشهود ، والاعترافات ، والقوانين...                                     ↓
↓ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ↓
 ذاتية نفسية                                                                         منطقية موضوعية
      ↓                                                                                          ↓
 ↓ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ↓                                                   ↓ــــــــــــــــــــــــــــــ↓
تتعلق بالخطيب تتعلق بالسامع                                         المثال          القياس المضمر
الفضيلة ـ الفطنة        الخوف ـ الغضب ـ الرحمة                        ↓           ↓ــــــــــــــــــ↓             
والألفة                    حسب الأعمار والطبقات                          ↓        استدلالي / تفنيدي
↓ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ↓
تاريخي                                                                              مخترع
                                                                               ↓
                                                    ↓ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ↓
                                              اختراع أمثلة مشابهة            الحكاية على لسان الحيوان
     ( الخرافة )

2 ـ ترتيب أجزاء القول ( taxis) [xxxi] :
" إذ بعد الظفر بالحجج والتفكير في مكونات الخطاب .. لا بد من التفكير في ترتيب تلك الحجج ، ووضع كل واحدة في المكان المناسب لها ، فيزيدها ذلك قوة ويمكن لها في ذهن المخاطَب .."[xxxii]
يمكن إجمال أجزاء القول عند أرسطو في أربعة عناصر وهي : الاستهلال ، والعرض ، والبرهنة ، ثم الخاتمة . و يتضح من خلال كلام أرسطو أنه يركز بشكل كبير على عنصرين رئيسين هما : العرض والبرهنة ، باعتبارهما عنصرين ثابتين في جميع أنواع الخطب ، حيث يقول " الكلام يتضمن جزأين ، إذ لا بد من ذكر الموضوع الذي نبحث فيه ، ثم بعد ذلك نقوم بالبرهنة . ولهذا فمن المستحيل بعد ذكر الموضوع ، أن نتجنب البرهنة ، أو نقوم بالبرهنة قبل ذكر الموضوع ، ذلك أنه حين نبرهن إنما نبرهن على شيء ، ولا نذكر الشيء إلا  من أجل البرهنة عليه . وأولى هذه العمليات هي العرض ، والثانية الدليل ..." [xxxiii]
" أما الاستهلال والمناقشة بالتساجل والتكرار بإيجاز لما قيل ، فإنها لا توجد في خطب المحافل ، إلا إذا كان ثمة مناظرة . فكثيرا ما يقع في هذه الخطب اتهام ودفاع ، لكن لا يمكن أن نسمي هذا بعدُ محفلا خطابيا . أما الخاتمة فلا تدخل في كل نوع من أنواع الخطب القضائية ، فهي مثلا بغير فائدة ، إذا كان العرض قصيرا ، أو كانت تفاصيل القضية سهلة الحفظ ، ففي هذه الحالة يحدث أن يحذفه المرء تجنبا للإطناب . وهكذا ليس ثم من ضرورة إلا للقضية والدليل ، فهذا هو الملائم حقا للكلام . وقصارانا السماح بـ : الاستهلال ، والعرض ، والدليل ، والخاتمة " [xxxiv]
وجريا على هذا النسق نورد هذه العناصر بشيء من الإيجاز :
○ الاستهلال : " والمتبع أن يحتوي الاستهلال لحظتين : لحظة الاستهواء والاستمالة ، وذلك حسب طبيعة القضية المطروحة ، ولحظة الإعلان عن التقسيم المتبنى ، والتخطيط المتبع "[xxxv]
يتضح من خلال النص المتقدم أن الاستهلال ينبغي أن يتجه إلى تحقيق غايتين ، أولاهما استمالة السامع ليتهيأ لتقبل ما يلقى إليه ، والثانية الإفصاح عما يريد الخطيب أن يخوض فيه .
○ العرض :  لا يشترط في العرض أن يكون ملما بجميع التفاصيل والجزئيات بل " ينبغي أن يكون واضحا و مختصرا ، خاليا من الاستطراد والتشخيص ، يكتفي بالإعداد لمرحلة البرهنة .."
○ البرهنة : تتخذ البرهنة منحيين اثنين وهما الإثبات أو النقض ، أو هما معا ، بحسب نوع الخطبة  ، وفي أي منها أخذ الخطيب فعليه  " بعد العرض أن يسرع في البرهنة بتقديم بعض الأدلة القوية وتأخير بعضها . وتقدم الحجج تنازلا ( من الأقوى إلى الأضعف ) ، أو تصاعدا ( عكس الأول ) ، أو توزع بين الأول والأخير . إن ذلك يتحدد حسب رأي أرسطو، بالنظر إلى الظرف والمعطيات العامة التي يراعيها الخطيب "[xxxvi]
○ الخاتمة : ينصب اهتمام الخطيب في صياغة الخاتمة حول شيئين : الأول إثارة عواطف المستمعين بما يجعلهم يثقون فيه وفي القضية التي يتبناها ، والثاني تلخيص ما سبق من الأدلة والحجج . فنحن إذن أمام " مستويين : مستوى الأشياء ، أي مستوى الإعادة والتلخيص ، ومستوى العواطف "[xxxvii].
3 ـ الأسلوب ( أو العبارة ) ( lexis) :
" والمرحلة الثالثة في الإنتاج سماها أرسطو " lexis  " وتعرف في اللاتينية بـ : " elocutio" ولقد استعمل ابن رشد كلمة " فصاحة "   مقابلا لها ، أما بدوي فاستعمل كلمة " أسلوب " [xxxviii]
" وتعود أهمية الأسلوب في نظر أرسطو إلى أن عامة الناس يتأثرون بمشاعرهم أكثر مما يتأثرون بعقولهم ، فهم في حاجة إلى وسائل الأسلوب أكثر من حاجتهم إلى الحجة "[xxxix]
" فإنه ليس يكفي بأن يكون الذي ينبغي أن يقال عتيدا ، بل يحتاج اضطرارا إلى أن يقال ذلك على ما ينبغي "[xl] .
وعلى الخطيب قبل أن ينتج خطابه بأسلوب يتوافق والمقام إذ " لكل نوع خطابي أسلوبا يليق به ، فالأسلوب في الكتابة غيره في المناقشات ، والأسلوب في الجماعات غيره في المحاكم "[xli]
ويمكن إجمالا أن نحدد صفات الأسلوب عند أرسطو في  أربعة عناصر : الصحة ، والوضوح ، والدقة ، واستعمال المجازات .[xlii]
أ ـ الصحة : وصحة الأسلوب أساس جودة الكلام ، وتستلزم هذه الصحة أمورا ، منها استعمال الكلمات التي تربط بعضها ببعض ...ويمثل أرسطو لذلك بجملة للفيلسوف هيراكلتيس herclitus
: (على الرغم من أن هذه الحقيقة على الدوام ، الناس لا يعتقدون فيها ) فلا يدرى بم يتعلق ( على الدوام ) : أبالحقيقة أم بالفعل بعدها ؟ . وما تستلزمه  صحة الكلام أن تسمي الأشياء بأسمائها ، ويقصد أرسطو بذلك إلى أنه لا ينبغي أن يأتي المتكلم بكلام عام يحتمل وجوها كثيرة ، فلا تتم به الفائدة ...[xliii]
ب ـ الوضوح والدقة  : ويقصد بالوضوح استعمال الألفاظ الدارجة على ألسنة الناس ، لأنها أقرب إلى الإفهام  وأداء وظيفة الإبلاغ  ، وإن كانت تؤدي أحيانا إلى الابتذال . ولأن الكلام الغامض أسلوب يلجأ إليه السوفسطائيون لتضليل سامعيهم . ويحسن أن يتميز الأسلوب عن اللغة الدارجة بألفاظ وصفات ترفع من شأنه ، على شرط أن يراعي القصد ، والمعنى المراد به ، وإلا جاءت العبارة غثة متكلفة ، ومن الأمثلة على ذلك  عبارات أليسداماس ، فإنه بدل من أن يقول عن شخص أنه يجري يقول : ( فدفعه قلبه إلى أن يطير بقدميه ) ، ويقول كذلك ( ستره بورق أشجار الغابة ) بدل أن يقول ستره بالورق .[xliv]
ج ـ استعمال المجازات : ويطلق عليه أرسطو " التغيير " ، ومفهوم التغيير عنده يشمل المجاز والتشبيه والاستعارة . يقول " فلنجعل القول هاهنا في اللاتي هن في علم هذه الجهة . ونحد فنقول إن فضيلة المقال أن يكون بالتغيير "[xlv] " ومعظم التعبيرات الرشيقة تنشأ عن التغيير وعن نوع من التمويه يدركه السامع فيما بعد ، ويزداد إدراكا كلما ازداد علما ، وكلما كان الموضوع مغايرا لما كان يتوقعه ، وكأن النفس تقول ( هذا حق ! وأنا التي أخطأت ) ، واللطيف الرشيق من الأمثال ما يوحي بمعنى أكثر مما يتضمنه اللفظ ...وللسبب عينه كانت الألغاز لذيذة ، إنها تعلمنا أمورا على سبيل المجاز .." [xlvi].
وينص أرسطو أن جملة  من قبيل ( يجب الموت قبل ارتكاب أي خطأ ) ، ليس فيها من الروعة شيء ، بخلاف لو قال : ( الموت الجدير بالتمجيد موت من بالموت غير جدير ) .[xlvii]
4 ـ الإلقاء  (hypocrisis ) :
تقدم الكلام عن الإلقاء في المحور الأول ، وهو ما سماه بارث بمسرحة القول ، ويقصد به ما يصاحب الخطبة من حركات الجسد ، وتعابير الوجه وغير ذلك .
5 ـ الذاكرة  (mémoria ) :
والمقصود بالذاكرة ، قدرة الخطيب على تذكر ما فات من خطبته وإحاطته بها حتى لا يقع في التناقض ، " ولئن اعتبر سيسرون " ciceron " القدرة على الاستظهار من باب الموهبة ، فإن " كانتيليان " " quintilien" عرض قواعد عملية تيسر تلك العملية

خاتمة :
إن عملنا في هذا العرض لا يعدو أن يكون لمحة عن البناء الحجاجي في خطابة أرسطو ، تناولنا فيه ما يتعلق بالخطابة ، تعريفها ، وأنواعها ، وأسس بنائها .
وتعود أهمية الخطابة في هذا العصر إلى الظروف والأوضاع العالمية الجديدة  في كافة  المستويات والأصعدة ، حيث إنها تفرض و بقوة على الإنسان أن يكون كائنا خطابيا بكل امتياز " على هذا النحو يطلق بعض الفلاسفة على هذا العصر ، عصر الخطابة ، لا بالمعنى التقني الضيق ، وإنما بالمعنى الواسع العميق المشير إلى مختلف التيارات المتفاعلة فيه المتصارعة . فالخطابة في معناها العميق المتسع تعني إمكانية قيام فضاء للتعامل بين الناس على أساس اعتبار الآخر سبيلا إلى الأنا ، يعمق اكتشاف الاختلاف معه المعرفة بالذات والوقوف على تخومها ، وعلى أساس ما يترتب عن الاختلاف من تعدد الرؤى وتباين المواقف ، يحمل على إقناع الواحد بسلطة الحجة والبراعة في تصريف اللغة ، وتعني أيضا حرية الرأي وما يلزم عنها من حرية الاختيار .."[xlix] .


 من إعداد الطالب الباحث : رشيد لولو



[i] ـ الخطابة ، الترجمة العربية القديمة ، تحقيق وتعليق عبد الرحمن بدوي ، ص : 9
[ii] ـ نفسه .
[iii] ـ نفسه ص : 17
[iv] ـ نفسه .
[v] ـ الخطابة ،  الترجمة العربية القديمة ، تحقيق وتعليق عبد الرحمن بدوي  ص : 3
[vi] ـ ابن رشد ، تلخيص الخطابة ص : 3
[vii] ـ[vii] ـ محمد العمري ، مقالة بعنوان " بلاغة الخطاب السياسي الهوية والرسالة " شارك بها في ندوة بدار الثقافة ، المحمدية بتاريخ 27 / 09 / 2007 ، ونشرت بجريدة الاتحاد الاشتراكي يوم : 02 / 10 / 2007.
[viii] ـ حمادي صمود وآخرون ، أهم نظريات الحجاج في التقاليد الغربية من أرسطو إلى اليوم " ص : 12
[ix] ـ الخطابة ،  الترجمة العربية القديمة ، تعليق  بدوي  ص : 181.
[x] ـ هشام الريفي ، الحجاج عند أرسطو ، ضمن كتاب أهم نظريات الحجاج  ص : 174.
[xi] ـ نفسه . ص : 174
[xii] ـ حمادي صمود وآخرون ، أهم نظريات الحجاج ص : 37
[xiii] ـ يطلق عليه حمادي صمود عبارة " البصر بالحجة " تبعا للجاحظ في كتاب " البيان والتبيين " ، أنظر " اهم نظريات الحجاج " ص : 14.
[xiv] ـ حمادي صمود وآخرون ، أهم نظريات الحجاج ، ص : 14
[xv] ـ الخطابة ، الترجمة العربية القديمة ، تحقيق بدوي ،  ص : 9
[xvi] ـ نفسه ، ص : 9
[xvii] ـ نفسه ، ص : 10
[xviii] ـ محمد غنيمي هلال ، النقد الأدبي الحديث ، ص : 100
[xix] ـ نفسه ، ص : 100
[xx] ـ الخطابة ، الترجمة العربية القديمة  ، تحقيق وتعليق بدوي  ، ص : 10
[xxi] ـ نفسه ، ص : 81
[xxii] ـ الخطابة ، الترجمة العربية القديمة ، تحقيق بدوي ، ص : 10
[xxiii] ـ محمد العمري ، في بلاغة الإقناع ، ص : 25
[xxiv] ـ محمد غنيمي هلال ، النقد العربي الحديث ، ص : 101
[xxv] ـ القياس الثلاثي هو المتكون من مقدمة كبرى ، ومقدمة صغرى ، ثم نتيجة . أما القياس المضمر فهو الذي تحذف مقدمته الصغرى ، ويكتفي بالمقدمة الكبرى والنتيجة فقط .
[xxvi] ـ محمد غنيمي هلال ، النقد العربي الحديث ، ص : 101
[xxvii] ـ نفسه .
[xxviii] ـ نفسه ، ص :  108 بتصرف ، أورد هلال تسعة مواضع أقتصرنا على ذكر اثنين منها إيثارا للاختصار .
[xxix] ـ نفسه ، ص : 111 بتصرف .
[xxx] ـ استفدنا هذه الخطاطة من كتاب " في بلافة الخطاب الإقناعي " لمحمد العمري . مع بعض التغييرات .
[xxxi] ـ جعل أرسطو الترتيب في المرتبة الثالثة بعد الأسلوب ، لكن أغلب الدارسين درجوا على تقديم الترتيب على الأسلوب ، على اعتبار أن الخطيب يرتب هذه الأجزاء قبل أن يباشر القول الخطبي .
[xxxii] ـ حمادي صمود ، أهم نظريات الحجاج ، ص : 15
[xxxiii] ـ الخطابة ، الترجمة العربية القديمة ، تحقيق بدوي ،  ص : 13
[xxxiv] ـ نفسه ص : 14
[xxxv] ـ محمد العمري ، في بلاغة الحجاج الإقناعي ، ص : 130 ، نقلا عن بارت في مقالته في مجلة communication 16 ,p:215
[xxxvi] ـ نفسه ، ص : 130
[xxxvii] ـ نفسه ، ص : 130
[xxxviii] ـ هشام الريفي ، الحجاج عند أرسطو ،ضمن كتاب  أهم نظريات الحجاج ، ص : 173
[xxxix] ـ محمد العمري ، في بلاغة الخطاب  الإقناعي  ص : 87
[xl] ـ الخطابة ، الترجمة العربية القديمة ،تحقيق بدوي ، ص: 181
[xli] ـ نفسه ، ص : 225
[xlii] ـ غنيمي هلال ، النقد الأدبي الحديث . بتصرف
[xliii] ـ نفسه ، 115
[xliv] ـ نفسه ، 117
[xlv] ـ الخطابة ، الترجمة العربية القديمة ، تحقيق بدوي ص : 187
[xlvi] ـ نفسه ، ص : 220
[xlvii] ـ نفسه ص : 223
[xlviii] ـ هشام الريفي ، الحجاج عند أرسطو ، ص : 174
[xlix]  ـ حمادي صمود ، أهم نظريات الحجاج ، ص : 47

تحميل كتاب فلسفة اللغة

كتاب فلسفة اللغة  تأليف : سيلفان أورو ـ جاك ديشان ـ جمال كولوغلي ترجمة : بسام بركة  مراجعة : ميشال زكرياء  صدر سنة : 2012 ع...