الجمعة، 15 فبراير 2013

مناظرة السيرافي لمتى بن يونس القنائي


 تقديم :
تعتبر مناظرة السيرافي لمتى بن يونس بشأن المنطق اليوناني  من النصوص الأكثر ثراء في التراث العربي ، ومما يزيد من ثرائها ، قابليتها للتجدد ، وانفتاحها على كثير من القراءات والتأويلات ، ولا أدل على ذلك من تناول كثير من الباحثين لها في ثنايا كتبهم ومصنفاتهم .
 فما هو الجو العام الذي جرت في هذه المناظرة ؟ وإلى أي حد يمكن الاقتناع بما حققه السيرافي من الغلبة في هذه المناظرة  ؟  
تمهيد :
عرف القرن الرابع الهجري نهضة فكرية غير مسبوقة في تاريخ الثقافة العربية ، ويمن أن نرجع أسباب هذه النهضة إلى اتصال الحضارة العربية الإسلامية بثقافات الحضارات المجاورة ، سواء بشكل مباشر كما حصل مع الثقافة  الفارسة ، أو بشكل غير مباشر كما هو الشأن بالنسبة  للثقافة  اليونانية  التي نقلت إليها عن طريق الترجمة . وقد كان لعلماء السريان الدور الكبير في ترجمة الكتب اليونانية إلى السريانية ثم إلى العربية ، فكانوا هم القنطرة التي عبرت عليها علوم اليونان إلى الثقافة العربية ، وكان الخلفاء إبان هذا الانفتاح على الثقافات الأخرى ، يقربون علماء السريان ويستفيدون من خبرتهم  في ترجمة الكتب اليونانية ونقلها إلى العربية .
ولعل هذه المناظرة التي بين أيدينا تعكس بشكل واضح دور السريان في نقل الثقافة اليونانية إلى العرب ، ويتمثل ذلك في شخص متى بن يونس ، باعتباره  من الفلاسفة السريان .
التعريف بأبي حيان التوحيدي :
لم ينل أبو حيان حظه من الاهتمام من قبل المترجمين ، حتى قال عنه أحمد أمين في مقدمة تحقيقه لكتاب " الإمتاع والمؤانسة " : " أبو حيان التوحيدي من أولئك العلماء الأدباء الذين أصيبوا في حياتهم بالبؤس والشقاء ، وظل حياته يجاهد ويكافح في التأليف ، واحتراف الوراقة والنسخ وجوب الأقطار ، يقصد الأمراء والوزراء لعلهم يكافئون علمه وأدبه ، فلم يحظ من ذلك بطائل ...ولم يكن حظه بعد وفاته بأحسن من حظه في حياته ، فقد عجب ياقوت الحموي من أن مؤرخي الرجال لم يترجموا له ، مع أنه فيلسوف الأدباء ، وأديب الفلاسفة "[1] .
وحتى الذين ترجموا لأبي حيان نجد لديهم تضاربا بشأنه، كما هو الحال في " سير أعلام النبلاء " للذهبي ، حيث وصفه بالضال الملحد ، ونقل مقولة ابن الجوزي المشهورة : " زنادقة الإسلام ثلاثة : ابن الراوندي ، وأبو حيان التوحيدي ، وأبو العلاء المعري ، وأشدهم على الإسلام أبو حيان ، لأنهما صرحا ، وهو مجمج ولم يصرح " [2]
في حين نقل أقوالا ، تصف أبا حيان بالدين والاستقامة ، ومن ذلك ما نقله الذهبي عن ابن النجارإذ يقول : " له المصنفات الحسنة كالبصائر وغيرها ، وقال : وكان فقيرا صابرا ، متدينا " .
كما نجد البعض ينسبه إلى مذهب الاعتزال ، وآخرين إلى التصوف . ولعل هذا  التضارب حول شخصية أبي حيان مرده إلى تلك البيئة المشحونة التي عاش فيها التوحيدي ، بحيث كان يطبعها الصراع الفكري والكلامي بين طوائف الإسلام من معتزلة ، وأشاعرة ، وصوفية ، وماتريدية وغيرهم ، ويحتمل أن يكون أبو حيان قد أخذ من كل هذه المذاهب دون أن ينتسب إلى مذهب معين .
وقد تتلمذ على  السيرافي  وعلي بن عيسى الرماني ، وله مصنفات ، منها هذا الكتاب الذي ضمنت فيه هذه المناظرة ، وكتاب " المقابسات " و" الصداقة والصديق " ، وكانت مصنفاته تقارب العشرين مصنفا ، حرقها في آخر حياته انتقاما من الذين لم يقدروا مكانته ، ولم يضعوه في المنزلة التي يستحقها ، وقد نجا ما نجا منها ، وفقد جلها . وكانت وفاة أبي حيان حوالي سنة 414 هـ .
حول كتاب الإمتاع والمؤانسة :
كتاب الإمتاع والمؤانسة من الكتب التي استأثرت باهتمام الباحثين والدارسين في الحقل الأدبي والفلسفي ، ويقع في ثلاثة أجزاء . وقد وصفه القفطي بقوله : " وهو كتاب ممتع على الحقيقة لمن له مشاركة في فنون العلم ، فإنه خاض كل بحر ، وغاص كل لجة ، وما أحسن ما رأيت على ظهر نسخة من كتاب الإمتاع بخط بعض أهل جزيرة صقلية ، وهو : ابتدأ أبو حيان كتابه صوفيّا ، وتوسطه محدثا ، وختمه سائلا ملحفا " [3]
وقسم أبو حيان كتابه إلى ليالٍ ، بلغت سبعا وثلاثين ليلة ، يدون في كل ليلة ما دار فيها بينه وبين الوزير أبي عبد الله العارض ، على طريقة السؤال والجواب .
ملخص المناظرة :
وفيما يلي جدول تقريبي لما دار بين متى والسيرافي من حوار وما استدل به كل منهما  :
السيرافي
متى بن يونس
حدثني عن المنطق ، وما تعني به ، فإذا فهمنا مرادك فيه ، كان كلامنا معك في قبول صوابه ، ورد خطإه على سَنن مرضيّ ، وطريقة معروفة.

أعني به آلة من آلا ت الكلام ، يعرف بها صحيح الكلام من سقيمه ، وفاسد المعنى من صالحه كالميزان . فإني أعرف به الرجحان من النقصان ، والشائل من الجانح .
أخطأت ، لأن صحيح الكلام من سقيمه ، يعرف بالنظم المألوف ، والإعراب المعروف ، إذا كنا نتكلم بالعربية ، وفاسد المعنى من صالحه يعرف بالعقل ، إذا كنا نبحث بالعقل ، وهبك عرفت الراجح من الناقص من طريق الوزن ، فمن لك بمعرفة الموزون أيما هو حديد أو ذهب أو شبه ، أورصاص .
إنما لزم ذلك لأن المنطق بحث عن الأغراض المعقولة والمعاني المدركة ، وتصفح للخواطر السانحة ، والسوانح الهاجسة ، والناس في المعقولات سواء ، إلا ترى أن أربعة وأربعة ثمانية سواء عند جميع الأمم ، وكذلك ما أشبهه ؟

لو كانت المطلوبات بالعقل ، والمذكورات باللفظ ، ترجع مع شعبها المختلفة وطرائقها المتباينة إلى هذه المرتبة البيّنة في أربعة وأربعة وأنهما ثمانية ، زال الاختلاف وحضر الاتفاق


مع هذا أيضا ، إذا كانت الأغراض المعقولة ، والمعاني المدركة لا يوصل إليها إلا باللغة الجامعة للأسماء والافعال والحروف ، أفليس لزمت الحاجة إلى معرفة اللغة ؟



نعم

أخطأت ، قل في هذا الموضع بلى !


بلى ، أنا أقلدك في مثل هذا

أنت إذاً لست تدعونا إلى علم المنطق ، وإنما تدعو إلى تعلم اللغة اليونانية ، وأنت لا تعرف لغة يونان ، فكيف صرت تدعونا إلى لغة لا تفي بها ؟ وقد عفت منذ زمان طويل وباد أهلها ، ..على أنك تنقل من السريانية ، فما تقول في معانٍ متحولة بالنقل من لغة يونان إلى لغة أخرى سريانية ، ثم من هذه إلى أخرى عربية ؟

يونان وإن بادت مع لغتها ، فإن الترجمة حفظت الأغراض ، وأدت المعاني ، وأخلصت الحقائق .
إذا سلمنا لك أن الترجمة صدقت وما كذبت ...ولا أخلت بمعنى الخاص والعام ، ولا بأخص الخاص ، ولا بأعم العام ، ـ وإن كان ذلك لا يكون وليس هو في طبائع اللغات ولا في مقادير المعاني ـ فكأنك تقول : لا حجة إلا عقول يونان ، ولا برهان إلا ما وضعوه ، ولا حقيقة إلا ما أبرزوه .
لا ، ولكنهم من بين الأمم أصحاب عناية بالحكمة والبحث عن ظاهر هذا العالم وباطنه ، وعن كل ما يتصل به ، وينفصل عنه ، وبفضل عنايتهم ظهر ما ظهر، وانشر ما انتشر، وفشا ما فشا ، ونشأ ما نشأ من أنواع العلم وأصناف الصنائع ، ولم نجد هذا لغيرهم .
أخطأت وتعصبت وملت مع الهوى ، فإن علم العالم مبثوث بين جميع من في العالم ، ولهذا قال القائل :
العلم في العالم مبثوث ..ونحوه العاقل محثوث .
الناس عقولهم مختلفة ، وأنصباؤهم منها متفاوتة .



نعم

فهذا التفاوت بالطبيعة


بالطبيعة

فكيف يجوز أن يكون هاهنا شيء يرتفع به هذا الاختلاف الطبيعي والتفاوت الأصلي ؟


هذا قد مر في جملة كلامك آنفا .

أسألك عن حرف واحد ، وهو دائر في كلام العرب ومعانيه متميزة عند أهل العقل ، فاستخرج أنت معانيه من ناحية منطق أرسطاطاليس الذي تدل به وتباهي بتفخيمه ، وهو ( الواو ) ما أحكامه ؟ وكيف مواقعه ؟ وهل هو على وجه أو وجوه ؟



بهت متى وقال : هذا نحو ، والنحو لم أنطر فيه ، لأنه لا حاجة بالمنطقي إليه ، وبالنحوي حاجة شديدة إلى المنطق ، لأن المنطق يبحث في المعنى ، والنحوي يبحث في اللفظ . فإن مر المنطقي باللفظ فبالعرض ، وإن عثر النحوي بالمعنى فبالعرض ، والمعنى أشرف من اللفظ ، واللفظ أوضع من المعنى .

أخطأت ، لأن الكلام والنطق واللغة ، واللفظ والإفصاح والإعراب والإبانة والحديث والإخبار والاستخبار ، والعرض والتمني ، والنهي والحض والدعاء والنداء والطلب ، كلها من واد واحد بالمشاكلة والمماثلة . إلا ترى أن رجلا لو قال : " نطق زيد بالحق ، ولكن ما تكلم بالحق ...."



النحو منطق ، ولكنه مسلوخ من العربية ، والمنطق نحو ، ولكنه مفهوم باللغة ، وإنما الخلاف بين اللفظ والمعنى ، أن اللفظ طبيعي ، والمعنى عقلي


يكفيني من لغتكم هذه ، الاسم والفعل والحرف ، فإني أتبلغ بهذا القدر إلى أغراض قد هذبتها لي يونان .

أخطأت ، لأنك في هذا الاسم والفعل والحرف ، فقير إلى وصفها وبنائها على الترتيب الواقع في غرائز أهلها ، وكذلك أنت محتاج بعد هذا إلى حركات هذه الأسماء والأفعال والحروف ، فإن الخطأ والتحريف في الحركات كالخطأ والفساد في المتحركات ، وهذا باب أنت وأصحابك ورهطك عنه في غفلة ، على أن هاهنا سرا ما علق بك ، ولا أسفر لعقلك ، وهو أن تعلم أن لغة من اللغات لا تطابق لغة أخرى من جميع جهاتها ...




 الأفكار الأساسية في المناظرة :
1 ـ الاختلاف حول الحاجة إلى المنطق اليوناني وأهميته لمعرفة الحق من الباطل ، والحجة من الشبهة ، والصدق من الكذب ، والخير من الشر ..
2 ـ ادعاء متى بأن المنطق ميزان يعرف به صحيح الكلام من سقيمه .
3 ـ موقف السيرافي من المنطق اليوناني وأنه لا حاجة إليه .
4 ـ الأدلة التي ساقها السيرافي لنقض أطروحة متى حول المنطق اليوناني .
5 ـ إفحام السيرافي لمتى بن يونس .
6 ـ إشادة الوزير ابن الفرات ومن معه بهذا الانتصار .


تحليل المناظرة :
يبدأ أبو حيان كلامه حول المناظرة بوصف الجو الذي جرت فيه ، وتاريخ انعقادها بحضرة الوزير ابن الفرات ، وكان ذلك سنة 326 هـ . كما ذكر من حضرها من الأعلام الكبار مثل قدامة بن جعفر ، وعلي بن عيسى الرماني وغيرهم .
ثم انتقل إلى ذكر موضوع المناظرة الذي طرحه الوزير ابن الفرات على الجماعة الحاضرين بقوله : " ألا ينتدب منكم إنسان لمناظرة متى في حديث المنطق ، فإنه يقول : لا سبيل إلى معرفة الحق من الباطل، والصدق من الكذب ، والخير من الشر، والحجة من الشبهة ، والشك من اليقين ، إلا بما حويناه من المنطق وملكناه من القيام به ، واستفدناه من واضعه على مراتبه وحدوده ، فاطلعنا عليه من جهة اسمه على حقائقه ."
ثم ينتقل إلى الحديث عن انتداب السيرافي نفسه لمناظرة متى واعتذاره لأصحابه لدى الوزير لعدم تصديهم لهذا الموقف . ثم تبدأ المناظرة بسؤال السيرافي حول ماهية المنطق ومقصود متى منه . فيأتي جواب متى بأنه آلة يعرف بها صحيح الكلام من سقيمه ، وأنه يعتبر بمثابة الميزان الذي يعرف به النقصان من الرجحان .
بيد أن السيرافي اعتبر هذا الوصف خاطئا من جهتين : الأولى ، أن الكلام يعرف سقيمه من صحيحه بالنظم والإعراب ، وأن فاسد المعنى من صحيحه يعرف بالعقل .
الثانية ، استحالة معرفة الميزان لكل صفات الشيء وما يتصل به عدا الوزن ، وهذه حجة عقلية .
وإذا كان المنطق في نظر متى بحثا عن الأغراض المعقولة ، والمعاني المدركة ، والناس فيها سواء ، كما هو شأن الرياضيات ، وأنهم غير مختلفين في جمع الأعداد ،
فإن السيرافي يدفع ذلك بأنه لو كان الأمر كما وصف متى لزال الاختلاف بين الناس فيما هم فيه مختلفون ، وكان اتفاقهم في كل شيء ، كما هو الشأن في مسائل الرياضيات .
هنا يصرح السيرافي بأن المعاني المعقولة إذا كانت لا يتوصل إليها إلا عن طريق اللغة ، فإنه يلزم تعلمها ، وفي هذه الحالة وجب علينا تعلم اللغة اليونانية .
ومع إقرار متى بذلك ، ينتقل السيرافي إلى أن كلامه هذا يستلزم تعلم اللغة اليونانية  ، وليس المنطق . وهنا يتساءل مستغربا من الدعوة إلى تعلم لغة بادت مع أهلها وصارت نسيا منسيا . فكيف يعقل ذلك ؟
لكن متى يصر على أن الترجمة حفظت الأغراض وأدت المعاني فلا جدوى من هذا الاستغراب . وفي هذه الحالة ينتقل السيرافي إلى مرحلة أخرى من المحاجة ، فيسلم ـ على سبيل الجدل ـ بأن الترجمة حفظت الأغراض والمعاني ، غير أن هذا التسليم يستدعي أن نقول بأنه لا حجة إلا عقول يونان ، ولا برهان إلا ما وضعوه واخترعوه، وهذا مما لا يقول به عاقل ، لذا قيل :
العلم في العالم مبثوث ... ونحوه العاقل محثوث
والناس عقولهم مختلفة ، وحظهم من العقل متفاوت ، فهل يكون ذلك بالطبيعة أم بالاكتساب ؟
يجيب متى بأن ذلك حاصل بالطبيعة . وهنا يأتي جواب السيرافي عن طريق الاستفهام الإنكاري الذي يقصد به الإفحام ، إذ لا يعقل أن يرتفع ماهو مختلف ومتفاوت بأصل الخلقة بشيء حادث . ثم يستطرد في السؤال عن حرف الواو ومعانيه في العربية وعن مواقعه ووجوهه . وفي هذه الحالة ينقطع متى ويعتذر بأنه لا يعرف النحو ، وأنه لا حاجة بالمنطقي لمعرفة النحو .
التقييم :
يمكن أن نجمل موضوع المناظرة في اللغة والمنطق ، حاول السيرافي أن ينقض فيها ما ذهب إليه متى من حاجة النحوي إلى المنطق لمعرفة صحيح الكلام من سقيمه ، فراح يقدم الدليل تلو الدليل على أن النحو منطق اللغة ، وبه يعرف الصحيح من الخطأ ، ولا حاجة للمنطق اليوناني مادام هناك نحو قائم في كل لغة ، مشيرا إلى أن تفكير العرب وغيرهم تفكيرا منطقيا ، لا يعني بالضرورة أن يكون مستمدا مما وضعه اليونانيون ، بل هو من وحي المنطق الطبيعي المركب بأصل الخلقة في  عقول البشر .
والحقيقة أن المناظرة طويلة ومليئة بالإشارات ، وأحيانا يكتنفها الغموض ، مما يجعلنا نطرح أكثرمن تساؤل ، لذلك توقفنا عند أهم ما جاء فيها دون تفصيل . فأول ما يلفت انتباهنا في هذه المناظرة هو بروز شخصية السيرافي وإطنابه في الردود ، وفي المقابل نجد خفوتا لصوت متى ، واكتفائه بالتوضيح و الإجابة بالنفي أو الإثبات في كثير من الأحيان ، وأحيانا يعترينا الشك أن يكون هو متى الذي تتلمذ على يديه الفارابي وغيرهم ممن لا يحصون كثرة .
 والذي يظهر أن هناك حلقة مفقودة في هذه المناظرة ، وإن كان يبدو عليها التماسك في الظاهر ، مما يستدعي مزيدا من التأمل فيها ، والبحث في مدى مصداقية من نقلها . 
ولعل الصراع بين أنصار القديم وأنصار الحديث، والحساسية المفرطة تجاه كل ما هو دخيل ، كان الخلفية التي انطلقت منها هذه المناظرة ، وهو ما يظهر جليا في ردود السيرافي المسهبة والتي توحي بشخصية تستأثر بالكلام ولا ترى إلا نفسها في الميدان ، كما تدل عليه ردود أفعال الحاضرين والمناصرين لموقف السيرافي وعلى رأسهم الوزير ابن الفرات الذي قال في ختام المناظرة : " ما بعد هذا البيان من مزيد ، ولقد جل علم النحو عندي بهذا الاعتبار وهذا الإسفار "
غير أن السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو : ألا يمكن تجاوز هذا الصراع القائم على التنافي ، إلى أرضية تسمح بوجود كل منهما  ؟
رشيد لولو : 24 / 01 / 2012



[1] ـ مقدمة الإمتاع والمؤانسة ، تحقيق أحمد أمين وأحمد الزين . دار مكتبة الحياة للطباعة والنشر والتوزيع .
[2] ـ سير أعلام النبلاء للذهبي ، 17 / 119
[3] ـ  نقلا عن مقدمة تحقيق أحمد أمين لكتاب الإمتاع والمؤانسة .

هناك تعليق واحد:

  1. هذه المناظرة تدل على سعة صدر الوزير المسلم ، وسعة أفقه العلمي ، وانتهاج علماء الإسلام المنهج العلمي .

    ردحذف

تحميل كتاب فلسفة اللغة

كتاب فلسفة اللغة  تأليف : سيلفان أورو ـ جاك ديشان ـ جمال كولوغلي ترجمة : بسام بركة  مراجعة : ميشال زكرياء  صدر سنة : 2012 ع...